الموضوع [ 2485]
نتزوج من أجل إعمار الأرض وكل منّا يحمل في جعبته ملايين من الأحلام الوردية أو البيضاء أو الحمراء أو.. الخ، ولا أعلم ما الهدف من الألوان ومدى ارتباطها بالأحلام ولكن هي هكذا.
وتبدأ مسيرة الإعمار بالإنجاب والانتظار للمولود للقادم والحيرة في النوع: ولد؟ بنت؟ والاختلافات في التسمية وموعد الولادة والمكان والرتوش وحفل استقبال القادم ونوع الملابس والعاملة جنسيتها مؤهلاتها وغرفة القادم ألوانها وكمالياتها.
حوارات لا تنتهي أبداً، وكأن الزواج والإنجاب قضية سياسية مستعصية لا تنتهي أبداً. وننسى في خضّم الحياة ماهو أهم: الأساسيات التي يحتاجها إعمار الأرض.
ومن الأسئلة التي تطرح نفسها: بعد أن نكوّن أسرة قوامها التفاهم والحوار بوجود الأبناء الذين نعتبرهم اللبنات التي تبنى منها وبها المجتمعات. هؤلاء الأبناء ماذا يريدون منّا؟ هل ما يريدونه الحاجات البيولوجية فقط بتوفير الأكل والملبس والمسكن أم هناك أمور أكبر كذلك؟ ليس معنى هذا أن الحاجات البيولوجية ليست مهمة، أبداً فهي قوام استمرارية الحياة، لكن حاجة الأبناء لأمور أخرى نستشفّها منهم، فهم حتماً يريدون منّا الكثير.
يريدون التواجد، الوقت، الحوار السليم، الاهتمام، التشجيع، الإيمان بالقدرات، الدخول إلى عالمهم الذي أصبح عالماً مفتوحاً ليس كعالمنا السابق.
يريدون أن نستمع لهم، نناقشهم ونوجهّهم التوجيه السليم. هم يريدون أن نلعب معهم، نعم نلعب معهم. يريدون الحب غير المشروط، وهذا الجانب مهم جداً جداً، الحب الذي يربّي الذات ويسمو بها. يريدون منّا الاحتواء في كل الأحوال، في حال النجاح وحال الإخفاق. هذا ما يريدونه منّا من أجل أن يكونوا صالحين لإعمار الأرض.
فكرّنا عندما أقدمنا على الزواج وعلى الرغبة في الإنجاب. وعندما أنجبنا هل تحدثنا عن هذا الموضوع كأولوية قبل أن نهتم بالرتوش المادية والجمالية للأبناء: لون غرفهم، نوع ملابسهم، عدد مربياتهم؟
أتمنى أن تصبح هذه الأمور في خانة لا تمثل أولوية ونضع ما تحدثنا عنه فيما يريدون في خانة الأولويات لإعمار الأرض بلبنات سوّية قوية.