logo

الموضوع [ 2492]

نحو أسرة متماسكة

افتتاحية العدد 17 لمجلة "نوافذ أسرية"



نسعى نحن في إدارة مراكز التنمية الأسرية؛ نخطط ونرسم ونطلق المبادرات متنوعة من أجل أن تصل في الختام إلى ما تحدثنا عنه في البدايات۔ 

الآن تبقى ذلك النظام الاجتماعي أو هي وحدة قوية من وحدات النظام الاجتماعي الذي ظهر منذ بدء الخليقة ولا تزال مستمرة إلى عهدنا هذا بالرغم من جميع ما مر بها من التطورات والتغييرات، وترك أثر في حجمها وهيكلها أو حتى على مستوى العلاقات بين أفرادها، أو بين الأسر بعضها البعض، وحتى كذلك في أهدافها ووظائفها وأدوارها ۔

هذه هي الأسرة في المجتمع، التي تسعى دائما لأن تكون في أحسن حال وعلى أفضل صورة، هنا وجدنا أن نتحدث عن مفهوم جديد، له كل التأثير في الكيان الأسري من حيث أهميته ومدى فاعليته ۔وهذا المفهوم يحمل معنى الأمن وهو حاجة أساسية من الحاجات التي تدعم الاستمرارية في الحياة وديمومتها وكذلك يؤسس للاستقرار والبناء في المجتمع 

الأمن مفهوم كبير وله الكثير من الجوانب التي تؤثر في المجتمعات ونحن هنا نؤكد جانبا واحدا وهو الأمن الاجتماعي وأبعاده على ضوء التحولات التي يشهدها العالم مع بروز أفكار جديدة ومتغيرات تركت آثارها في جميع الأنساق الحياتية سواء منها ما يتعلق بحياة الفرد أو الجماعة وتجاوزت الأطر التقليدية لمفهوم الأمن المتعلق بحماية الإنسان من التهديدات المباشرة لحياته

فالأمن الاجتماعي هو الركيزة الأساسية لبناء المجتمعات الحديثة وعامل مهم في حماية منجزاتها والطريق الصحيح لرقيها وتقدمها لأن الأمن الاجتماعي يرسم خارطة واضحة لبيئة آمنة يكون العمل من خلالها مملوء بالطمأنينة والإبداع والانطلاق نحو مستقبل بعيدا عن المنغصات۔

والأمن الاجتماعي هو الذي يصنع التوافق بين الثوابت الوطنية التي توحد لنسيج الاجتماعي والثقافي الذي من خلاله تبرز الهوية الوطنية

فللأمن الاجتماعي أبعاد متنوعة منها البعد السياسي الذي يعتني بالكيان السياسي للدولة وحماية مصالحها واحترام الرموز الوطنية۔ وهناك البعد الاجتماعي الذي يهدف لتوفير الأمن للمواطنين وأفراد المجتمع ككل حتى يقوى شعور الولاء والانتماء أما البعد المعنوي والاعتقادي فهو ما يهتم باحترام المعتقد الديني مع احترام الأقليات ومعتقداتها؛ وكذلك احترام العادات والتقاليد والموروثات والقيم وأخيرا الأمن البيئي؛ الذي يهدف إلى حماية البيئة من الأخطار ومكافحة التلوث۔

هنا لابد أن نهتم جميعا بهذا الجانب؛ من أجل أن يكون لدينا أمن اجتماعي سليم؛ فالمجتمع يمتلك القدرة على تفعيل أدوات الضبط الاجتماعي ومعالجة جميع الاختلالات عن طريق دراسة الظواهر الاجتماعية السلبية ووضع حلول لها وكذلك من خلال الخطط الاستراتيجية في رسم صورة المستقبل وتحسين الأوضاع المعيشية من خلال معدلات الدخل والعمل على رعاية الفئات المحتاجة لتنال نصيبها من الرعاية۔

ويتأكد الأمن كذلك من خلال التصدي للجريمة عن طريق الأجهزة القضائية والأمنية التي تكون قادرة على استئصال منابع الجريمة من المجتمع ووضع برامج تساند هذا التوجه من خلال مؤسسات المجتمع المدني، من مساجد ومدارس ومؤسسات خيرية وشبابية وتطوعية ونواد ومؤسسات إعلامية، سواء مرئية أو مسموعة أو مقروءة۔

هنا تبقى الأسرة هي الحاضر الأول، وهي أساس في البناء المجتمعي الذي من خلاله يكتمل بناء المجتمع الآمن الصالح۔