الموضوع [ 8237]

«الناموس للصيد».. صديقات البحر

فريق «الناموس» النسائي للارتباط بالبحر يقود حب وشغف الصيد، ويتمسك بإرث حافظ عليه الأجداد منذ القدم،



قاد حب وشغف الصيد، وإرث حافظ عليه الأجداد منذ القدم، فريق «الناموس» النسائي للارتباط بالبحر، ليظللن أوفياء لمهنة صيد الأسماك كجزء من حياتهن اليومية، مطورات لأساليب الصيد ومحافظات على ذكريات الأولين، ففي العطلة الأسبوعية تتسارع خطوات فريق الناموس بقيادة لمياء الصيقل، مع زميلاتها فاطمة الحمادي وموزة المنصوري وأسماء الريسي وشيخة المنصوري، للقيام بجولة بحرية على أمواج البحر، لنقش دروس في الصبر ومهارة الصيد، وليرتبطن بصداقات مع الأمواج، ورغم تنوع التخصصات العلمية لعضوات الفريق، فإن شغف الصيد جمعهن على حب البحر، ليكون الصيد لهن رياضة وترفيهاً ومهنةً. 

تقول لمياء الصيقل «قائدة الفريق»، ماجستير إدارة أعمال تنفيذية، إن حبها لعالم البحر بدأ مع أفراد أسرتها، وبعد ذلك مع الصديقات، حينما كانت تقصده من فترة لأخرى في العطلات الأسبوعية، لتتجه بعد ذلك لممارسة هواية الصيد، وكانت البداية من خلال تأجير قارب صيد والإبحار به في عرض البحر، لصيد ما يجود به الرزق من مختلف الأسماك والأحجام. وتقول: «خلال تواجدنا على القارب كنا نوزع الأدوار فيما بيننا، لنعود بصيد وفير للبيت، ونحن في كل مرة نتعلم مهارة جديدة وخبرة في الصيد». 


                         فاطمة الحمادي


لم يتوقف هذا الشغف عند هذا الحد كما تؤكد الصيقل، بل شارك فريق «الناموس» في بطولة لصيد السمك عام 2017، ومن هناك كانت الانطلاقة الفعلية له، حيث حاز المركز الثاني ليكون الفريق النسائي الوحيد المشارك في بطولة صيد الكعند والسكل. وتضيف: «شاركنا أيضاً في بطولة الصيد الافتراضية لسمك «الكنعد» الذي يزن 29 جراماً، وخلال رحلات الصيد اكتسب الفريق مهارة الصيد بالحداق واللفاح بالحي، الكاست، الجقنق، الترولنق، كما حظي الفريق بصيد سمك التونة «القباب»، حتى أصبحنا أكثر مهارة في هذا المجال.


                لمياء الصيقل قائدة فريق الناموس

صبر ومعرفة 

الهواية وحب الاستطلاع كان هدف شيخة المنصوري، ماجستير إدارة أعمال تنفيذية، للدخول إلى عالم صيد الأسماك، حيث تعلمت الكثير من المهارة في الصيد، وتقول: «خلال رحلاتنا البحرية مع الفريق التي تستمر لعدة ساعات في عرض البحر، تعلمت كيفية استخدام الخيط والسنارة، ورغم صعوبة الأمر في البداية، فإنه مع مرور الوقت اكتسبت الخبرة من زميلاتي في الفريق، فالصيد يحتاج إلى الكثير من الصبر والمهارة، ومعرفة أماكن تواجد الأسماك والطعم المناسب لجذبها واصطيادها وحملها للقارب، لتنتهي الرحلة بصيد وفير من مختلف الأحجام، ويتم توزيعه على عضوات الفريق.


لمياء الصقيل 

تعاون الفريق

تعلم صيد الأسماك بمختلف أنواعه، دفع أسماء الريسي، بكالوريوس إدارة أعمال صناعية، لمعرفة الصيد بالسنارة والخيط، والحداق واللفاح، وعن ذلك تقول: «كل نوع من أنواع الأسماك يختلف في صيده عن الآخر، ورغم ذلك خلال الرحلة نكون يداً واحدة، وكل منّا يقوم بدوره من أجل الصيد، للحصول على أسماك بأحجام كبيرة، مؤكدة أن روح الفريق الواحد هو ما يميز فريق «الناموس»، حيث نتعاون جميعاً على الصيد بالتناوب، وكلنا فخر بوجود فريق نسائي يمارس هذه الهواية، متمنية أن يكون هناك الكثير من الفتيات يمارسن هواية صيد الأسماك ويخضن مسابقات بحرية، ومن الجميل أن يكون هناك إماراتيات في هذا المجال، والأجمل أن يثبتن قدراتهن ومهارتهن في هذا المجال.


كسر الروتين

تعلم مهارة مختلفة، وكسر الروتين، دفع موزة المنصوري، للبحث عن أسرار عالم الصيد، وتقول: «اكتسبت الخبرة من والدي خلال رحلات التنزه بالبحر، وتجربة شيء جديد، هو ما دفعني إلى الانضمام مع الفريق، حتى تحول إلى شغف، وخلال الرحلات البحرية للصيد نتعلم ونكتشف أماكن تواجد الأسماك، ونتعلم الصبر والطرق المختلفة للصيد». 

وتورد: رغم البقاء لساعات طويلة في البحر، فإن ذلك يدفعنا لتعلم المزيد والتعرف على مختلف أنواع الأسماك، وفي كل رحلة بحرية نتعلم طرق صيد جديدة تصقل خبراتنا، والدليل وصول الفريق إلى مرحلة متقدمة في الصيد ومعرفة أنواع الأسماك والمواقع الخاصة بها، والنوع الذي يمكننا صيده من الأسماك، مؤكدة أنه في كل نزهة بحرية للصيد مع فريق الناموس نتطلع لاكتساب المزيد من الخبرة، متمنية أن تكون هناك فرق نسائية متخصصة في الصيد مستقبلاً.


                          خلال رحل الصيد 

سعادة وثقة

لم تتوقع فاطمة الحمادي، بكالوريوس علاقات عامة وإعلام، أن يتحول هذا الحب إلى شغف، حيث تنتمي إلى أسرة تهوى البحر، وتقول: «جدي كان نوخذة، وفي صغري كنت أذهب معه في رحلات الصيد، ولم أفكر يوماً أن أحذو طريق جدي». وتضيف: بدايتي مع الصيد كانت مجرد قضاء وقت ممتع مع فريق الناموس، فحب التجربة والمغامرة بلا تردد أو خوف هو ما يميزني، والتحدي عنوان شخصيتي، ومن هنا بدأت المغامرة مع الصديقات بخوض رحلات للبحر وتجربة طرق أساليب صيد تجمع بين التقليدية والحديثة، مما جعلني أشعر بالسعادة حين أسحب السمكة لحظة صيدها ورفعها إلى القارب.. هذا الحماس جعلني أخوض هذه المغامرة وأعشقها. 

وتشير الحمادي، قائلة: مشاركتنا في مسابقة أبوظبي الكبري لصيد «الكنعد» أعطتنا ثقة كبيرة لخوض مسابقات أخرى، مؤكدة أن عامل النجاح الأساسي هو روح الفريق والرغبة في الفوز مهما كانت الصعوبات، وتضيف: في كل مسابقة بحرية نتمنى أن يكون «فالنا الناموس»؛ أي الفوز، فمن خلال مشاركتنا في المسابقات لاحظنا دعم المشاركين، وكانوا يتمنون لنا الفوز والصعود للمراكز الأولى.



المصدر: الاتحاد  بتاريخ: 6 نوفمبر 2020