نورة العلي ترسم «قصاصات من الجرائد»
تجد الفنانة نورة العلي، في الرسم تعبيراً عن الأفكار والمشاعر بعمق أكثر من الكلمات
تجد الفنانة نورة العلي، في الرسم تعبيراً عن الأفكار والمشاعر بعمق أكثر من الكلمات، باعتبارها فنانة تشكيلية ومصممة جرافيك، حاصلة على شهادة بكالوريوس في الفنون البصرية من جامعة زايد كلية الفنون والصناعات الإبداعية، ومتخصصة في صناعة الوسائط المتعددة، الرسم، والتصوير، ونحت المجسمات، حيث تتميز أعمالها الفنية في طريقة تجسيدها للمشاعر من خلال الطبيعة وتناغمها.
وعن أعمالها تقول: تم عرض أعمالي الفنية في معرض سكة في دبي وفن أبوظبي في السعديات، وكذلك معارض عالمية مثل روتشستر في نيويورك، معرض موريشوس الدولي للفنون، وكاروسيل دو لوفر في باريس، وأخيراً شاركت بـ 6 لوحات في معرض افتراضي تم تنظيمه في البحرين بعنوان «هي» النسخة الثالثة.

السلوك والعاطفة
وأشارت إلى أن هذه الموجة الوبائية، التي وضعت العالم في وقفة بالتأكيد أثرت على الجميع ومن بينهم الفن والفنانون، موضحة أن أعمالها الفنية تجسيد لأفكارها المتعلقة بالسلوك والعاطفة، فقد أثرت الأحداث والأخبار السيئة التي نراها في كل مكان على الموضوعات، التي تتناولها في لوحاتها، ولأنها تؤمن بأن الفن رسالة إيجابية ووسيلة لنشر الجمال والتوعية منذ بداية الأزمة وخلال فترة الحجر المنزلي قامت بعمل لوحة بعنوان «الفن الذي يجسد الأمل»، وركزت على الأحداث السيئة وحولتها إلى إيجابية.
وأضافت: اللوحة عبارة عن نظرة ثاقبة حول كيفية التعايش خلال الأزمة والمشاعر الثقيلة من وحدة وقلق وخوف من العدوى وغيرها، وهي عبارة عن قصاصات من الجرائد تتناول موضوع الجائحة وأعداد المصابين وغيرها من الأخبار اليومية المقلقة، وبدأت بحرق هذه القصاصات وإعطائها طابعاً قديماً يوحي بأن الأحداث الحالية والأزمة انتهت وأصبحت من الماضي، ولكل عنصر في اللوحة معنى فالطبيعة تعبر عن الاستشفاء، وهي استعارة لتعقيد المشاعر الداخلية للإنسان. للطبيعة قدرة هائلة على منح التناغم للعقل ومحفزة لإيجاد قوة الشفاء الداخلي لروح الإنسان بتنوع ألوانها وأشكالها وملمسها وفصولها.

وتقول إن الفراشات تعبر عن ولادة جديدة بعد الانهيار وتجدد الحياة، وتجسد اللوحة مواضيع شخصية ممزوجة بتأثيرات خارجية مع تلميحات سريالية تترك المجال مفتوحاً للعديد من التفسيرات، موضحة أنها تستخدم الوسائط المتعددة في إنتاج أعمالها لما فيها من حرية في خلق مشاهد غير اعتيادية وغير محددة مما يساهم في توصيل رسالة العمل بصورة أعمق.
وأضافت: الحياة لا يمكن التنبؤ بها، وستتحرك الأوضاع التي ليس لدينا سيطرة عليها بالسرعة التي تناسبها، وسنجد أنفسنا أحيانا غاضبين من سيناريو مزعج نتوقع حدوثه ولكن يحدث العكس تماماً، وإذا نظرنا إلى الوراء إلى الأفكار المهدرة والقلق الكاذب، فنحن أفضل حالًا بالصبر والتقبل والعقل المنفتح، لأن غير الواقعي أقوى من الواقعي، لأن المعنى يأتي من المجهول والغريب وغير المتوقع.
المصدر: جريدة الاتحاد بتاريخ: 19 أغسطس 2020