الموضوع [ 7961]

راميات لا يخطئن أهدافهن

ست مواطنات عسكريات مارسن الرماية حتى احترفنها، وبتن يصبن الأهداف من على بُعد 50 متراً




ست مواطنات عسكريات مارسن الرماية حتى احترفنها، وبتن يصبن الأهداف من على بُعد 50 متراً، بعد أن أمضين ساعات طويلة في تدريبات شاقة على استخدام مختلف أنواع الأسلحة، مؤكدات أن الرماية رياضة تتطلب تمرينات مكثفة، وصفاءً ذهنياً عالياً، وصولاً إلى حمل لقب قناص.


تواصل نهى آل علي، مساعد أول في مكتب القائد العام في شرطة رأس الخيمة، تدريباتها مع الفريق النسائي للرماية في رأس الخيمة، حيث تجد في الرماية فائدة بدنية وتحفيزاً على التحلي بالشجاعة. وتقول: «ساعدتني الرماية على ترتيب أولوياتي في الحياة، وعلمتني المثابرة للوصول إلى الهدف المنشود، فهي تجعل الشخص يعتمد على نفسه، وتقوي الإرادة والشجاعة، إلى جانب قدرتها على إحداث توافق دقيق بين المجموعات العضلية والجهاز العصبي المركزي»، مستدركة أنه «لا يمكن الوصول إلى كل هذه الفوائد إلا بالتمرين المنتظم والمكثف».

ولقد تدربت آل علي على نوعين من الرماية؛ الرماية بمسدس ضغط هواء، والرماية بمسدس «sigsauer»، موضحة أن هذين النوعين يحتاجان إلى وضعيات عدة منها: الوقوف والارتكاز لمسافة 25 متراً، والوضعية الأخرى تكون بيدٍ واحدة لمسافة 20 أو 15 متراً. فيما تعد وضعية الوقوف من أصعب أوضاع الرماية وتكون بها الذراعان قريبتين من الجذع، والرجلان متباعدتين قليلاً، والجسم يكون في وضع مستقيم مائل نحو الهدف، وللوصول إلى الهدف لا بد من الحرص على عملية التنفس التلقائي التي تعتبر من أهم عناصر التحكم في الرمي، حتى تصل الطلقة إلى الهدف بدقة».

وتعشق علياء المقدحي، ملازم أول في المختبر الجنائي في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، رياضة الرماية، وترى أن لها تأثيراً إيجابياً على الإنسان. وتقول: «الرماية علمتني كيفية إدارة الوقت وتحمّل المسؤولية، وضبط النفس والهدوء وقيادة الذات»، لافتة إلى أن «الرماية كانت حافزها للنضوج».

من جهتها، تقول فاطمة المنصوري، من فرع التدريب والتخطيط في معهد تدريب الشرطة في رأس الخيمة: «في البداية لم تكن لدي خبرة في الرماية، لكن مع الإصرار والعزيمة استطعت أن أحتل المراكز الأولى في بطولات الرماية»، مشيرة إلى أنها شغوفة في هذا المجال، وتمارسه بحب كبير.

وتوضح المنصوري، الخبيرة في استخدام بندقية «m16» التي يصل وزنها إلى نحو 3 كيلوجرامات، وسرعة طلقتها إلى 643 متراً في الثانية، أن التدريب على الرماية يومياً يضاعف مهاراتها وقدراتها، لافتة إلى أن الرماية مهمة شاقة، وتتطلب تطوير القدرات وتعزيزها باللياقة البدنية للتمتع بالقوة والسرعة.


وانطلقت مريم راشد، مساعد أول شرطي في المؤسسة العقابية والإصلاح في رأس الخيمة، من الدورات التأسسية في الرماية لاكتساب المزيد من المهارة في الرماية، إلا أنها أحبتها ما دفعها لتعلم المزيد عن هذا المجال، وباستخدام مختلف أنواع المسدسات، تقول: «التدرب لمدة 5 شهور كان كفيلاً بجعلي أكثر جرأة وثقة بالنفس، فقد تعلمت كل فنون الرماية مثل رماية البندقية والمسدس من مسافة 50 متراً، بوضعية الوقوف والارتكاز إلى الرماية بالمسدس لمسافات 15، و20، و25 متراً، ما يتطلب التركيز والانتباه والصبر».

وتضيف: «رياضة الرماية تخلق ارتباطاً مباشراً بين الشخص والسلاح المستخدم بدرجة تجعله يشعر وكأنهما كيان واحد، حتى إنه من الصعب تغيير نوع السلاح الذي يعتاد عليه الرامي، لأن نظامه العصبي يتعلم التوافق مع نوع السلاح ووزنه وردة فعله».


انتصارات متوالية

تقول موزة النقبي، محقق جنائي في مركز الجزيرة الحمراء في رأس الخيمة: «حصدت انتصارات متوالية في بطولات الرماية التي شاركت بها، واكتشفت أنني موهوبة بها فانخرطت فيها أكثر فأكثر، ومنذ ذلك الوقت تغيّرت حياتي إلى الأفضل، وانعكس الأمر إيجاباً عليّ وعلى علاقاتي بالناس»، مؤكدة أنها مستمتعة بما تفعله إلى أبعد الحدود.


بين المسدس والبندقية

عن الفرق بين الرماية بالمسدس، والبندقية، تقول علياء المقدحي، ملازم أول في المختبر الجنائي في القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، «رماية المسدس تحتاج إلى الكثير من الدقة والثبات والتركيز والصبر، بينما تمتاز رماية البندقية بسهولة التسديد».


مواجهة التحديات

خديجة الطنيجي «إداري ومحاضر معتمد» في معهد تدريب الشرطة في رأس الخيمة، والرماية بالنسبة لها هواية قبل أن تكون مجال عمل، تعلمت منها مواجهة التحديات، وشاركت في بطولات للرماية عام 2012، وحصلت على ثلاث ميداليات في أعوام 2013 و2014 و2015 والمركز الأول في بطولة الوحدات المساندة على مستوى الدولة عام 2016.