الموضوع [ 7959]

فاطمة الصريدي «تحنط» الألوان

على الرغم من أن دراسة الصريدي بعيدة عن الفن فهي حاصلة على شهادتي بكالوريوس في إدارة أعمال والقانون إلى جانب دبلوم مهني إلا أنها اتجهت لاحتراف فن «الريزن».





صورة فريدة خطفت قلب فاطمة الصريدي حين رأتها عبر حساب على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام»، فقد جذبتها الطريقة التي يتم فيها سكب الألوان لتبدو بشكل لم تتخيل للحظة أنه من الممكن أن يصبح بهيئته الجديدة لوحة فنية مبهرة. وعلى الرغم من أن دراسة الصريدي بعيدة عن الفن فهي حاصلة على شهادتي بكالوريوس في إدارة أعمال والقانون إلى جانب دبلوم مهني إلا أنها اتجهت لاحتراف فن «الريزن».

تقول: «قبل عامين حين شاهدت حساب فنانة أجنبية تقوم بسكب الألوان بطريقة انسيابية شعرت برغبة قوية في تعلم هذا الفن، فبدأت على الفور، وكانت البداية صعبة والسبب عدم توافر المواد اللازمة في الإمارات، وإن وجدت فأسعارها غالية. لكن بعد مرور شهرين وجدت فنانين أجانب يقومون بسكب ألوان ولكن باستخدام مادة خاصة اسمها«الريزن». وهنا بدأت رحلتي مع هذا الفن الاستثنائي»، وأضافت: «قرأت الكثير عن هذا الفن، وحاولت تطبيقه لكني واجهت مصاعب، منها عدم توافر الأدوات فمعظمها يتم طلبه عن طريق المواقع الإلكترونية، ولم أتوقف، بل تعلمت من قناة على «يوتيوب»الكثير من الدروس باللغة الإنجليزية وبحثت أكثر لأتمكن من معرفة خبايا وأسرار لا يمكن الحصول عليها بسهولة».

وتذكر: «جربت وفشلت وحرقت كثيراً من اللوحات عن طريق الخطأ لأن الـ«ريزن» مادة كيميائية حساسة جداً تتفاعل وتحرق اللوحة بمجرد وضع كمية زائدة عن الحاجة. لكن على الرغم من ذلك وجدت التجارب أفضل وسيلة للتعلم والاعتماد على النفس وعدم تقليد الآخرين والبحث عن تقنية خاصة بي تمثل شغفي بهذا الفن». وتضيف «الممارسة اليومية والتجارب كانت بداية مرحلة التعلم والاكتشاف، فلم أكن أعرف أي شيء عن ألوان الاكراليك، والفرش، وألوان الريزن ولا حتى كيفية تأسيس لوحة «كانفس» لأنني لم أدرس الفن أو أتلقى دورات تخص الفن والرسم. لكني لم أستسلم واجتهدت وصبرت حتى تمكنت من إنجاز لوحتي الأولى».

وتؤكد الصريدي:«ببساطة لا أتقن فن الرسم، ولكنني أعشق الطبيعة وتداخل الألوان، وأردت تجسيد تلك الألوان على لوحة أستشعر من خلالها قوة التأثير على النفس البشرية»، معتبرة أن الفن متنفس يخفف ضغوطات الحياة اليومية بالإضافة إلى أنه مجال للتأمل، والخيال والإبداع.

وتقول إن فن «الريزن» لا يحتاج إلى فرش أو قلم للرسم، بل يحتاج إلى حس فني وذوق في دمج الأوان وتكوين علاقة انسجام بينها، فهي لسيت مجرد ألوان بل مشاعر وأحاسيس.

وعن الأدوات المستخدمة في هذا الفن، تقول: «هناك مواد أساسية وهي مادة «الريزن» وتتكون من مركبين أساسيين (resin) ومصلب (hardener) ويتم خلطهما بنسب محددة، كما أنها مادة شديدة الالتصاق ومقاومة للاحتكاك وبعد أن تجف تصبح صلبة وقاسية ولديها انعكاس مثل الزجاج، كما أنه من المهم جلب ميزان إلكتروني، وشعل حرارية، وقفازات، وقناع، وأكواب بلاستكية شفافة، وأعواد خشب للخلط، ومسدس حراري، وألوان أكراليلك أو ألوان الريزن وهناك مواد ثانوية مثل قطع زجاج مكسرة، ونوع خاص من اللاصق، وقوالب سيلكون، وسائل مذهب».

وحول الوقت المطلوب لإنجاز لوحة فنية بتلك الطريقة، تقول: «إنه يختلف حسب حجم اللوحة «الكانفس» والفكرة وموضوع اللوحة، فهناك لوحات استغرق العمل فيها أكثر من شهر، وهناك لوحات تحتاج إلى أسبوع. بشكل عام مادة الريزن التي استخدامها تحتاج إلى 75 ساعة لتجف بشكل نهائي. لذلك يجب الانتظار والصبر لتجف الطبقة بشكل جيد ليتم إضافة طبقة أخرى». وعن مصادر إلهامها لتصميم لوحاتها، تؤكد أنها تعتمد على الطبيعة وخيالها لتصميم أفكار لوحات تلفت انتباه كل من يشاهدها للمرة الأولى نتيجة دقة العمل.