حليمة المطروشي: بالهمة العالية تتحقق المعجزات
قدمت 81 مبادرة ومقترحاً خلال عملها في «الداخلية»
سطرت حليمة المطروشي اسمها بين النساء الرائدات في دولة الإمارات من خلال إنجازاتها وإخلاصها في خدمة الوطن، وبناء صرحه الحضاري، لتنال عن جدارة وسام رئيس مجلس الوزراء في المجال الإداري خلال حفل جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز في دورتها الرابعة.
وتعمل بوظيفة إداري في إدارة المرور والترخيص في إمارة الفجيرة، وتصل عدد سنوات خبرتها إلى 22 سنة، وعرف عنها السرعة والمواظبة على التعلم والتفاني في العمل، فقد تمكنت خلال مسيرتها المهنية من اكتساب المهارات الإدارية التي مكنتها من المساهمة في تحقيق إدارتها لأهدافها، ومكنتها من إتمام أعمالها وإنجازها بدقة وسرعة ما أكسبها ثقة رؤسائها وزملائها، وبالتالي حصولها على تقييم أداء ممتاز لعدة أعوام متتالية، وجوائز وشهادات شكر، وأوسمة عدة.
تمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات حيث تقدمت خلال عملها في وزارة الداخلية ب81 مقترحاً ومبادرة، تم تطبيق 50 منها، وهي حاصلة على جائزة أفضل ضابط صف وأفراد ومدنيين ضمن جائزة وزير الداخلية في المجال الإداري عام 2016، إلى جانب العديد من الجوائز والشهادات والتكريمات التي حصلت عليها خلال مسيرتها المهنية المتميزة.
ولتسليط الضوء على تجربة سيدة تحولت إلى قدوة، كان الحوار الآتي:
البطاقة الشخصية؟ ومسيرتك التعليمية والمهنية؟
اسمي حليمة عبدالله محمد المطروشي، من مواليد 1975/8/7، متزوجة ولدي 5 أطفال، ولد واحد وأربع بنات، وحاصلة على بكالوريوس إعلام وعلاقات عامة بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا سنة 2014.
أعمل في وزارة الداخلية - القيادة العامة لشرطة الفجيرة - إدارة المرور والدوريات - فرع التوعية والإعلام، إضافة للعمل في قسم الاستراتيجية بالإدارة العامة للعمليات الشرطية، محاضرة معتمدة في القيادة ضمن برنامج «أقدر» لتمكين الطلبة.
بدأت العمل في الديوان الأميري بإمارة الفجيرة خلال الفترة 1995-1996، ثم انتقلت للعمل في هيئة المنطقة الحرة عام 1997، وإلى وزارة الداخلية بإدارة الترخيص والمرور بشرطة الفجيرة، حيث أسست أول وحدة استراتيجية على مستوى القيادة بموظف واحد استطاعت متابعة المبادرات والمؤشرات الاستراتيجية، وإطلاق فرص التحسين وإعداد ملفات التميز.
وتجدر الإشارة إلى أنني حين التحقت بالعمل في شرطة الفجيرة كنت احمل مؤهل الثاني الثانوي، لكنني خلال عملي واصلت تعليمي الثانوي والجامعي، فتمكنت بعزيمة وإرادة من الحصول على شهادة البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، والتحقت بالعديد من الدورات التدريبية التخصصية التي زادت على 30 دورة سخرتها لخدمة عملي بفرع التوعية المرورية.
ونظراً لتميزي وجدارتي استعانت بي إدارة الاستراتيجية في متابعة تحقيق المؤشرات وأنشطة المبادرات والجودة والدعم الفني لجوائز التميز، إلى جانب المهام التي كانت تكلف بها.
خدمة الناس
لماذااخترت العمل في مجال«الداخلية» ؟ وما هي المرحلة الأبرز في مجال عملك؟
منذ الصغر كان لدي حلم كنت أسعى لتحقيقه، وهو العمل في المجال الشرطي، حيث خدمة المجتمع والناس والحفاظ على الأمن، ومنذ كنت صغيرة في مرحلة الطفولة وأنا أحلم بأن اعمل في السلك العسكري، وأن أرتدي الزي العسكري، وأباشر المهام العسكريّة، ومن خلال كل المراحل الوظيفية كنت أسعى دائماً إلى أن اكون مميزة بين جميع العاملين في المجال الشرطي.
وحقيقة لابد هنا من الإشارة إلى نجاح وزارة الداخلية في تعزيز دور العنصر النسائي، وتأهيله بما يصب في خانة تعزيز الأمن والأمان الذي تعيشه دولتنا الفتية، وقد جاءت جمعية الشرطة النسائية الإماراتية لتعزز من هذا الدور، وتأخذ زمام المبادرة في العمل على تأصيله وتطويره والاهتمام به.
والعمل في المجال الاستراتيجي أحدث نقلة نوعية على صعيد حياتي العملية، لأن الجميع ينظر إلى الفكر الاستراتيجي على أنه مجال صعب، وقد سعيت لبذل جهد مضاعف في فهم المعايير، والأفكار، والمصطلحات الاستراتيجية، وتميزت بها خلال أكثر من 6 سنوات مضت، ولذلك أبدعت في هذا المجال.
تخطيط ومهام استراتيجية
هي باختصار طبيعة عملك ومهامك الوظيفية؟
من خلال عملي في الإعداد في فرع التوعية والإعلام المروري، أقوم مع الزملاء والمختصين بوضع الخطط التشغيلية للحملات الفصلية للفرع، مع توزيع الأنشطة الخاصة لكل حملة، وتحديد الاحتياجات الخاصة بها، وصياغة الأخبار للصحف ووسائل التواصل الاجتماعي تويتر وانستغرام، ورصد مخرجات الحملات بمؤشرات رقمية ورفعها للتنسيق المروري في الوزارة بتقرير ختامي، كما نقوم ضمن فريق التواصل مع الجمهور بعمل الخطة السنوية للفريق متضمنة الأنشطة المراد تنفيذها، مع قياس التنفيذ بشكل ربع سنوي، وإعداد البرنامج الخاص بأسبوع المرور متضمناً كل المراحل والإجراءات خلاله وتوزيع المهام والأدوار مع توثيق محاضر الاجتماعات والعمل على تنفيذ التوصيات.
ونقوم بمهام في قسم الاستراتيجية، مثل إنجاز الأنشطة الخاصة بالمبادرات، حيث يتم التدقيق عليها من الوزارة بشكل ربع سنوي، بإضافة إلى نسبة إنجاز المؤشرات مع استعراض السببية الخاصة بها، ومتابعة ملفات الجوائز لسمو وزير الداخلية في فئة «الموظف المدني المتميز في خدمة المتعاملين - الموظف الجديد المدني - ملف المجال الرياضي».
ونقوم أيضاً بإعداد وثائق بدء المشروع الخاصة بالعمليات الشرطية بالقيادة مع توزيع الأنشطة التشغيلية لكل مبادرة مع ربطها بأهداف القيادة المدعمة لأهداف الوزارة، مع تحديد التكلفة المالية لكل نشاط، وإعداد التقارير الخاصة بالمبادرات بشكل شهري، كما نقوم بإعداد خطط لحملات التوعية الأمنية التي يتم تنفيذها بما يخدم الأنشطة لمبادرات، مع دراسة ومتابعة فرص تحسين مكتب المفتش العام وإعداد التقارير الخاصة بالزيارات الميدانية.
تحد كبير
ما هي أبرز التحديات التي واجهتك خلال العمل؟
بعد تخرجي في الجامعة بتخصص الإعلام، عملت في فرع التوعية والإعلام المروري بإدارة المرور في إمارة الفجيرة، ثم التحقت بقسم الاستراتيجية في العمليات الشرطية، وهنا كنت أمام تحد كبير لأن العمل في قسم الاستراتيجية بحاجة إلى خبرة كبيرة، وقدرة على إدارة العمل بمهارة، والأهم من هذا وذاك، يحتاج العمل في هذا التخصص إلى موهبة خاصة في وضع الخطط والأهداف، وقراءة المستقبل، لذلك كان علي أن التحق بدورات متخصصة حققت لي فائدة كبيرة على صعيد العمل.
وبالمثابرة، والجد، والاجتهاد، ووضع الأهداف المستقبلية، ورسم الخطط الزمنية لها، مع تقييم مسيرة هذه الأهداف، وبالإيجابية والمبادرة، يستطيع الإنسان أن يصنع لنفسه الظروف المناسبة لتفوقه، وبالهمة العالية والإرادة تتحقق المعجزات.
شقيقة الرجل
كيف تقيمين مسيرة تمكين المرأة الإماراتية؟
دولة الإمارات منحت وأعطت المرأة الكثير، وهيأت لها جميع الإمكانات وساندتها، ووقفت إلى جانبها، وصقلت مهاراتها من خلال الدورات والورش، والندوات، حتى باتت شقيقة الرجل تعمل معه من أجل حماية هذا الوطن، هذه المعطيات جعلت من الموظفة قدوه لقريناتها في العمل ودافعا لهن نحو الأمام.
وقد حظيت المرأة الإماراتية على وجه خاص في ظل دولة الاتحاد باهتمام ورعاية كبيرين، يأتيان من أهمية دور المرأة في بناء المجتمع ومسيرة التنمية، وكانت محظوظة باستمرار تلك الرعاية الرشيدة التي أولاها إياها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وتواصلت في ظل رعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حيث شهدت الإمارات اهتماماً متزايداً، ومتنامياً، بمختلف قضايا المرأة في كل المجالات، والقطاعات، وأصبحت هذه القضايا في مقدمة أولويات السياسات التنموية، بما انعكس جلياً على المستويين الحكومي والأهلي.
وإذا كانت المرأة الإماراتية شقت طريقها بجهودها في عملية التنمية والتقدم بدعم غير محدود، فيجب ألا يفوتنا أن الكثير من المكاسب التي حققتها المرأة كانت نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلتها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، لتعزيز دور المرأة الإماراتية ومكانتها في المجتمع.
فرحة أمي
صفي لنا شعورك عند الحصول على جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز، وما هو شعورك وقد أصبحت اليوم أحد الأمثلة على نجاح المرأة الإماراتية؟
شعرت بسعادة لا توصف في تلك اللحظة بقدر سعادتي بأمي، إحساس لم اعشه في حياتي بأن أرى أمي ترتسم على وجهها فرحة لا توصف، أعين الناس في المدرج كانت مملوءة بالدموع، والجميع متأثر بالموقف، وبقيت بعدها أياماً وأنا أشاهد صور الحفل والتتويج. حقيقة كان شعوراً لن أنساه طوال حياتي، خاصة تلك المشاركة الوجدانية الصادقة من جميع أهلي وأصدقائي وزملائي في العمل الذين فرحوا بهذا الإنجاز.
وأشعر بالفخر والاعتزاز لكوني إماراتية أتيحت لي الفرصة لإبراز إنجازاتي المهنية التي حظيت بدعم لامحدود وبثقة من القيادة، ولقد أيقنت بالمثل القائل «لكل مجتهد نصيب»، وما حققته يعد شهادة على تفوق المرأة الإماراتية، ودليلاً على أنها استطاعت أن تقدم نماذج ناجحة في جميع الميادين، وعندما يتم تكريمي اشعر بأن هذا التكريم هو وسام تقدير لكل امرأة إماراتية أصبحت تمتلك المهارات والقدرات التي تمكّنها من تحقيق التفوق في المجالات العلمية والتخصصات النوعية الدقيقة.
وحقيقة، لقد سبقت المرأة الإماراتية كثيراً من نساء المنطقة والعالم، من حيث تحقيقها العديد من المكاسب، ومن حقها أن تشعر بالفخر، ليس لما حققته من إنجازات ونجاحات خلال السنوات الماضية فقط، وإنما لأنها باتت واثقة أيضاً، بأن القيادة الرشيدة، تعمل باستمرار على تفعيل دورها، وتأهيلها بالشكل الذي يجعلها موجودة بفاعلية في مختلف مواقع العمل الوطني.
بين الأسرة والوظيفة
كيف تنسقين بين مهامك الأسرية والوظيفية؟
بالنسبة إلي أقوم بتنسيق الوقت ما بين العمل والمنزل، حيث أنجز اغلب المهام في العمل، وإذا دعت الحاجة أقوم بالعمل في المنزل في وقت نوم الأطفال، أو في الإجازات في الصباح الباكر.
أما عن المنزل فهو مسؤولية مشتركة، حيث يقع على الأبناء التكليف ببعض الأعمال، وتتم متابعة الواجبات الدراسية، ويعتمد على الكبار في تعليم الصغار، وتشرف الأم على الكبار وتسعى لصقل شخصياتهم واعتمادهم على أنفسهم في ممارسة الحياة، فيما تضع أهدافاً علمية وتتابع معهم إنجازهم لهذه الأهداف وفق خطة التعلم الفردي لكل طفل من أطفالها، وتكرم الأطفال عندما ينجزون أهدافهم، وتسعى الأم لأن تكون القدوة الحسنة لأبنائها في جميع المجالات الحياتية.
إنجازات
ماهي ابرز إنجازاتك على الصعيد المهني؟
حصلت على وسام محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز عن فئة أفضل موظف في المجال الإداري 2017، وكذلك وسام التميز لسمو وزير الداخلية 2017، وتكريم سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي 2017، وسام المقيمين للجوائز الخارجية للوزارة 2016، وسام المقيمين للجوائز الداخلية للوزارة 2015، وسام التفوق لكوني خريجة إعلام بامتياز مع مرتبة الشرف لعام 2014، وسام التميز في فرق العمل لعام 2015، أفضل موظف للمجال الإداري لجائزة المدير العام 2016، وسام التميز للجودة 2014، وجميع هذه الجوائز تعني لي الكثير، كما أنها قريبة إلى قلبي، خاصة «جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز».
المصدر: الخليج بتاريخ: 14/6/2017