سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك“أم الإمارات”
رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسةالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ولدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الكتبي في منطقة الهير بمدينة العين في إمارة أبوظبي.. وعاشت طفولتها في كنف أسرة بدوية محافظة متدينة، عشقت سموها بساطة حياة البداوة وقيمها، واستمدت منها شخصيتها وثقافتها . اقترنت سموها من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه ) في بداية العام 1960م عندما كان ممثلاً للحاكم بالمنطقة الشرقية (العين). ثم انتقلت معه للعيش في مدينة أبوظبي بعد تقلده الحكم في إمارة أبوظبي في 6 أغسطس 1966م . رافقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الشيخ زايد بن سلطان فترات حكمه لإمارة أبوظبي ورئاسته لدولة الإمارات العربية المتحدة، وارتبطت به ارتباطاً وثيقاً إذ كان معلمها الأول وملهمها. كرست سموها جل وقتها واهتمامها للعناية بزوجها وأبنائها وبناتها وتفانت في خدمتهم. عايشت انشغاله الجم خلال سنوات الحراك السياسي، وساهمت في صياغة حكاية نجاحه التي يُعد تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971م من أبرز فصولها. وكان لكل تلك العوامل أثر بالغ على مسيرة سموها، حيث ساهمت في بلورة تكوينها الفكري وإعدادها لتحمل المسؤوليات الجسام التي أخذتها على عاتقها في مراحل لاحقة . أدركت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أهمية العلم، لذا عمدت إلى دراسة القرآن وتفسيره وأصول الفقه والحديث النبوي الشريف، كما شغفت بدراسة مختلف مجالات الآداب والعلوم الإنسانية، واهتمت بالبحث في التاريخ والسياسة وأصول الدبلوماسية تتسم شخصية سموها بالتواضع ورحابة الصدر وقبول الآخرانطلاقاً من إيمان راسخ بأن الإسلام دين الوسطية والتسامح،إلى جانب تمتعها بعزيمة ثابتة وقوية وحب لا محدود للعمل الخيري والتطوعي داخل الإمارات وخارجها أنجبت سموها ستة أبناء وابنتين هم :
الألقاب و المسميات
الدكتوراه الفخريةمُنحت سموها شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة الجزائر في الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية في غرة صفر عام 1426هـ الموافق 12 مارس 2005م ولأول مرة في تاريخ أم الجامعات الجزائرية والتي يمتد عمرها إلى ما ينيف عن قرن ونصف من الزمن من منح هذه الرتبة العلمية لأول سيدة . حصلت سموها على درجة الزمالة الفخرية من الكلية الملكية البريطانية لأطباء وجراحة النساء والولادة. وتسلمت سموها هذه الدرجة الرفيعة من الدكتورة ماجي بلوت نائبة رئيس الكلية الملكية البريطانية لأطباء جراحة النساء والولادة في 9 ديسمبر 2009م، وهي تمنح عادة لكبار القيادات والشخصيات في العالم الذين يقدمون خدمات جليلة لمجتمعاتهم وللأسرة بشكل خاص . مُنحت سموها شهادة الدكتوراه الفخرية في التربية من جامعة دانكوك في كوريا الجنوبية، وذلك تقديراً لدور سموها في مجال دعم المرأة والارتقاء بمكانتها بشكل خاص ودعم العمل الاجتماعي والتعليم بشكل عام في 27 سبتمبر 2012م . كما منحت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك درجة الدكتوراه الفخرية في تنمية المجتمع في 14 مارس 2013، وذلك تقديراً لجهود سموها المتميزة في دفع المؤسسات التعليمية وتطويرها لإنسان الوطن العربي. عملت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على تأسيس آليات نسائية محلية وإقليمية عديدة، منها :
أسهمت سموها في دعم الفعاليات المجتمعية وكانت لرعايتها الكريمة للعديد من البرامج والفعاليات لمؤسسات المجتمع المدني فاعلية وكفاءة عالية في الأداء وذلك من خلال تولي سموها الرئاسة الفخرية للعديد من تلك المؤسسات، مثل :
تبنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك العديد من المبادرات والمشاريع المختلفة التي من شأنها تمكين المرأة محلياً واقليمياً ودولياً ، ومن أبرزها :
أهتمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك اهتماماً كبيراً بالأسرة والطفل، وتواصل سموهابذل الجهود لضمان الاستقرار الأسري مع أولوية توفير الرعاية والحماية للأطفال، ومن المبادرات التي أطلقتها سموها التالية :
رعت سموها العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات المحلية والإقليمية وشجعت الاتحاد النسائي العام على المشاركة بشكل فاعل في المؤتمرات الدولية، نذكر منها على سبيل المثال :
|
إن الشيخة فاطمة نجحت في استيعاب أهدافي وأفكاري وحوّلت هذه الأفكار إلى تجارب ناجحة في كل الميادين . المغفور له بإذن الله الشَّيخ زايد بن سلطان آل نهيانمؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة |
![]() سمو الشيخة فاطمة غرست أساساً متيناً للمرأة وما نراه من نهضة شاملة للمرأة اليوم ووجودها في شتى المجالات ما هو إلا ثمرة جهودها لسنوات عديدة، فابنة الإمارات مدينة لفضلها ودعمها المستمر بتغير المفاهيم حول دور المرأة في الحياة العامة. وجاء يوم الوفاء لهذه الإنسانة العظيمة التي قادت الحركة النسائية في الدولة بكل ثبات واقتدار، حيث منحتها الأمة في الاحتفال بعيد الأم عام 2005 لقب أم الإمارات، لأنها منبع الأخلاق والخصال الحميدة الذي ارتوت ابنة الإمارات منه، كما كانت لها مصدراً ومعيناً للعلم والمعرفة . معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسميرئيس مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح |
بفضل التوجهات الحكيمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تحسنت الخصائص المختلفة للمرأة الإماراتية، صحياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، كما حققت إنجازات هائلة في مختلف المجالات التعليمية، لذا فإن جهود سموها المستمرة واللامحدودة في تأكيد دور المرأة تستحق الثناء والتقدير معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيانوزير الدولة للتسامح |
إنني والقيادة الحكيمة والحكومة وكل قطاعات المجتمع يولون كل الرعاية والاهتمام والتشجيع للمرأة والأسرة عموماً من خلال توفير فرص التعليم والعمل والإبداع والتميز لها في مختلف الميادين، والوصول إلى المراكز القيادية التي تطمح لها في دولتنا الحبيبة . وإننا نَعِد بمتابعة مسيرة العطاء وتنمية المرأة والأسرة التي تقودها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مؤكدين حرص وقدرة سمو أم الامارات على مواجهة التحديات والتغلب عليها، وصولاً إلى تحقيق الأهداف والطموحات الوطنية العليا للأسرة في بلادنا، وتفعيل دور المرأة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتومنائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي |
إن جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك خاصة في مجال رعاية الأسرة والأمومة والطفولة ومحو الأمية تبعث دوماً على الإعجاب والتقدير . وإننا ننظر بإعجاب إلى ما وصلت إليه المرأة في دولة الإمارات العربية الصديقة وإصرارها وجديتها في العمل والعطاء للوصول إلى أعلى مواقع العمل في مختلف الميادين وإن ما نشاهده من تقدم ونجاح للمرأة الإماراتية هو حصيلة جهد متصل لسمو الشيخة فاطمة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، استهدف تأهيل جيل قادر على النهوض بدولة الإمارات في مختلف المجالات التعليمية والثقافية والعلمية والحضارية الملكة إليزابيث الثانيةملكة بريطانيا |
أقوال سموها
مكانة المرأة في فكر زايد
لقد كان زايد نعم الأبن لخير أم. كانت بحزمها وحنانها الكبير وبشخصيتها وحكمتها مثلاً أعلى في حياته ولهذا فإن ثقته بالمرأة بلا حدود، وهو يراها نصف المجتمع .. ويراها شريكة ورفيقة جنباً إلى جنب مع الرجل، ولولا هذه القناعة ما تحقق للمرأة في بلادنا ما تحقق من إنجازات
كلمة سمو الشيخة بمناسبة تكريم المجموعة العربية الدبلوماسية:
إن الدور الهام الذي تقوم به قرينات أعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة في تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين الإمارات وبلادهن في شتى المجالات وفي مجال التعاون النسوي على وجه الخصوص يعزز الجهود المشتركة للارتقاء بدور المرأة ومكانتها، وأن دولة الإمارات واحة للاستقرار والازدهار وبلد العطاء والخير والتسامح وتحرص على مد جسور التعاون مع الاشقاء وضرورة مواصلة التعاون في القضايا التي تسهم في رفعة شأن المرأة العربية وتطورها وتعزيز كيان الاسرة العربية وحماية الأمومة والطفولة بالعمل الجاد والمبادرات المشتركة. وأن استقرار الأسرة العربية هو أساس لاستقرار المجتمعات العربية ونشر السلام بدلاً من العنف والفوضى… وأن تعميق أواصر التعاون بين الشعوب يبدأ من الأسرة التي هي اللبنة الاولى للمجتمع وبناء الدول والانسان الصالح فيها
كلمة سمو الشيخة في احتفالية عيد الأم 19 مارس 2015م:
أتوجه بالتهنئة والتقدير والمحبة لأخواتي الأمهات في العالم وأخص بالتهنئة كل أم على أرض الإمارات وكل أم في الوطن العربي والعالم الإسلامي وأدعو بناتي إلى انتهاز هذا اليوم الجليل لتأكيد مشاعر الحب والولاء التي يكنونها لأمهاتهن وتكريمهن والاحتفاء بهن وإجلالهن والتعبير بأجمل الصور والمعاني عن مشاعر التقدير الكبير، فالأم هي أعز وأجمل الكائنات وأنبلها وأرقها عاطفة وأسماها قدراً ومكانة فلنجعل من هذا اليوم حدثاً اجتماعياً وتظاهرة حاشدة لتعظيم دور الأم ودعم الأسرة وتعزيز مكانتها وتقوية نسيجها وتمتين روابطها وتماسكها وترسيخ هويتها الوطنية وفي هذا اليوم نشعر بالفخر والاعتزاز أن الأسرة والمرأة أصبحت شريكاً رئيسياً أصيلاً في صنع التاريخ الحضاري لدولة الإمارات بما حققته من منجزات وطنية شامخة ومكانة مرموقة رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي
قلادة السعادة الأسرية 25 مارس 2015
"أن أهمية ومدلول هذا التكريم الذي يأتي إيماناً من جامعة الدول العربية والمنظمة في تكريس مفهوم وقيمة الأسرة في بناء المجتمعات وتطورها ونمائها وأن الأسرة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحظى باهتمام كبير من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو الحكام وأولياء العهود حفظهم الله ، وأن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات لا تأل جهداً في سبيل تقديم أوجه الدعم والاهتمام بالأسرة وجميع أفرادها وهم الذين يكونون مجتمع الإمارات إذ تأتي الأسرة الإماراتية وأبن الإمارات على رأس قائمة أولويات الحكومة وفي عمق سياساتها الرامية إلى الاهتمام بالإنسان والحرص على سعادته وتشجيع مبادراته وتحقيق طموحاته كافة لذا فلا غرابة أن يحصد شعب الإمارات لقب أسعد شعب في قائمة التقدير الدولي
المرأة وتحمل المسؤولية
أذكر كل أم وكل زوجه.. بأن بيتها وأبناءها هم الأساس.. وهم أهم وظيفة لها إذا لم تجد في نفسها القدرة على العدل بين البيت والعمل خارجه.. فإن تربية جيل صالح من الأبناء.. أهم بكثير من أي منصب وظيفي يمكن أن تصل إليه المرأة
المرأة وأهمية التعليم
إن التعليم وحده هو الذي يجعل الفتاة عضواً عاملاً في المجتمع.. وزوجة فاضلة.. تعرف أصول دينها وتعاليمه وتوجيهاته لها في رعاية أسرتها وصيانة نفسها والحفاظ على تقاليدها.. والتعليم هو الذي يرفع كفاءة الأم في العناية بأطفالها وصحتهم.. والعمل من خلال ذلك كله على خفض نسبة وفيات الأطفال في بلدنا. وإن التعليم هو النافذة التي تطل منها المرأة على حضارة الأمم.. وهو وسيلتنا لمواكبة مسيرة التطور والتقدم واستمرار النهوض بمجتمعنا
مكاسب المرأة في ظل الاتحاد
لقد كان من أبرز مكاسب المرأة في ظل الاتحاد.. التعليم والعمل.. وأصبح من حقها الوصول إلى أعلى الدرجات العلمية.. والحصول على أعلى المناصب التي تتناسب وإمكانياتها الشخصية
المرأة ودورها الفعال
إن المرأة في بلادنا.. يجب أن تفخر بأن أصبح لها دور فعال في خدمة بلادنا.. إن المرأة هي شريكة الكفاح في الماضي والحاضر والمستقبل.. وليس هناك شيء حققه اتحاد دولتنا ولم تستفد منه المرأة
المرأة وحقوقها
إننا حين نسمع أن المرأة في بعض الدول لا تزال تناضل من أجل الحصول على حقها في المساواة مع الرجل .. يبدو الأمر بالنسبة لنا مستغربا .. لأن هذا حق مكفول لبنات الإمارات وليس موضوع مناقشة
طموح المرأة بلا حدود
لقد خطت المرأة العاملة في بلادنا.. خطوات سريعة وواثقة بكل المقاييس والمعايير .. ومن المؤكد أنها حققت الكثير من الطموحات والآمال.. لكن ليس كل الطموحات، ولا كل الآمال.. فمازالت أمامها مجالات كثيرة لم تطرقها
المرأة والمحافظة على العادات والتقاليد
إنني على يقين بأن المرأة العربية في دولتنا الناهضة تدرك أهمية المحافظة على عاداتنا الأصيلة المستمدة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف.. فهي أساس تقدم الأسرة.. والأسرة هي أساس تقدم المجتمع كله
وضع المرأة في المجمتع
إذا كان وضع المرأة في أي مجتمع .. واحداً من العناصر المهمة عند الحديث عن مدى تقدم هذا المجتمع وما حققه من إنجازات على طريق التقدم .. فإن ما تحقق لبنات الإمارات شيء يقارب المعجزات
المرأة شريكة الرجل
المرأة شريكة الرجل في عملية البناء بكل ما للمشاركة من معانٍ .. فالفتاة اليوم لم تعد أسيرة دورها التقليدي داخل البيت .. بل انفتحت أمامها آفاق أوسع وأصبحت عضواً كاملاً في مجتمعها
قيم حضارية
إن نظرتنا إلى العمل التطوعي أنه ممارسة إنسانية راقية تجسد نهجاً وسلوكاً حضارياً يعبّر عن رقي الأمم والشعوب، لما يمثله من رمز للتآخي والتآزر والتعاون، ولارتباطه الوثيق وتعبيره الصادق عن أرفع معاني وقيم الخير الإنسانية، كما يمثل العمل التطوعي إحدى القيم الأساسية للتفاعل الإنساني للبناء في المجتمعات المتحضرة
طموحات بلا حدود
إن طموحاتي لتحقيق مزيد من المكاسب والإنجازات للمرأة الإماراتية لا حدود لها، وسنسعى حثيثاً ونعمل جاهدين لتعزيز دورها في مختلف المجالات ليكون لها السبق والريادة في مختلف مواقع العمل وتفعيل دورها وتعظيم مسؤولياتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والثقافية وغيرها من المواقع، بحيث تصبح المرأة الإماراتية، كما قلت في أكثر من مناسبة، شريكاً حقيقياً فاعلاً في برامج وخطط التنمية المستدامة، وليست شريكاً فقط
التسـلّح بالعلم
إن المشاركة السياسية للمرأة ليست هدفاً في حد ذاته بل هي وسيلة أخرى لخدمة وطنها، وعليها في سبيل النجاح والتفوق في هذا المجال أن تتسلح بالعلم والوعي الكافيين والقدرة على تحمّل المسؤولية
كفاءة وقدرة
لقد كانت المرأة الإماراتية وما زالت تحظى بحضور مؤثر وقوي في الحياة العامة، وتمكنت من تحقيق نجاحات تُحسب لها في مختلف المناطق والوظائف التي شغلتها في مجلس الوزراء والمجلس الوطني الاتحادي وقطاعات الدولة المختلفة.. وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على الكفاءة والقدرة العالية التي تتمتع بها
التمكين .. واقع عملي
إن ابنة الإمارات لم تَعد منشغلة بممارسة حقوقها ولا المطالبة بها، وإن مفهوم تمكين المرأة في دولة الإمارات لم يعد مجرد مصطلح أو مفهوم نظري، إنما تحول إلى واقع عملي ومشاركة فاعلة من جانب المرأة في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة
تحقيق الأحلام
لقد كانت همة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في مناصرة المرأة لا حدود لها. وقد تعلّمْنا منه أنه لا يتحقق من الحلم إلا على قدر الجهد المبذول لتحقيقه
مقوّمات واقتدار
إن المرأة الإماراتية أثبتت أن لديها كافة المقومات اللازمة التي تمكنها من خوض معترك العمل السياسي والدبلوماسي باقتدار، وإن التجربة قد أثبتت أن تعزيز المشاركة السياسية للمرأة يجب أن يمر عبْر رؤية مجتمعية مُنصفة لقدراتها واعتبارها مدخلاً أساسياً في معادلة التنمية المستدامة
استثمار وتميّز
لقد استطاعت المرأة أن تستثمر كافة الفرص التي أتيحت لها للتعلم، سواء على مستوى التعليم العام أو التعليم العالي، مما ساهم في حصولها على مكان متقدم في مراكز العمل وصنع القرار وأصبحت المرأة تعمل في كافة المجالات، وأثبتت جدارة واقتداراً في استثمار التعليم والتدريب، ونجحت في تغيير الكثير من المفاهيم الاجتماعية لتثبت للعالم أجمع قدرتها ونجاحها وتميزها
إنجازات حضارية
إن الإنجازات الحضارية الشاملة والنقلة النوعية المتميزة التي حققتها المرأة في دولة الإمارات تجسّد الرؤية الحكيمة الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لدور المرأة الحيوي في بناء الوطن والتي تمثلت في مناصرته لقضاياها وحقوقها وتشجيعه ودعمه اللامحدود لها، وهي الرؤية التي تعمقت في فكر ونهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي أنجز برامج وخططاً طموحة لتمكين المرأة وفتح الآفاق الواسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات السيادية الثلاث التنفيذية والنيابية والقضائية ومختلف المواقع القيادية في اتخاذ القرار، إضافة إلى حضورها الفاعل في ساحات العمل النسوي العربي والإقليمي والدولي
المرأة .... والمستقبل
إنني أرى أمامي صورة مستقبل المرأة في بلادي أراها قد أصبحت أقل كلاماً وأكثر عملاً ..أراها وقد أصبحت أكثر وعياً وفهماً لكل ما يحيط بها من ظروف وما هو مطلوب منها من واجبات ..أراها قد تخلصت من أميتها العلمية والاجتماعية والأسرية التي هي العدو الأول للمرأة والمجتمع ..أراها قد وضعت يدها في يد أختها التي فاتتها فرصة التعليم والخبرة ..لتصعدا معاً سلم التقدم والحضارة الراسخة بأصول ثابتة وبلا تعال ..أو تصور بأن لواحدة فضلاً على الأخرى ..فهذا أول طريق رد الجميل للوطن الأم
الاتحاد النسائي العام .. وأهم أهدافه
إن الاتحاد النسائي قد تمكن من تحقيق أهم أهدافه .. وهو تجميع الجهود النسائية في الدولة لخدمة المرأة وإعدادها الإعداد الهام، لقد وصل الاتحاد بخدماته إلى المرأة في جميع المناطق ..وأصبحت المرأة في بلادي تعلم جيداً أن الاتحاد النسائي .. هو الجهة المسؤولة عنها
الجمعيات النسائية وسيلة الاتصال بين المرأة والمجتمع
إنني أؤكد أن الجمعيات النسائية تكاد تكون هي وسيلة الاتصال الآمنة والمضمونة والناجحة بين المرأة والمجتمع ..فمن خلالها تستطيع المرأة أن تتعلم وتدرس وتنمي قدراتها وتكتسب الخبرات التي تعينها في حياتها وتغير نظرتها للأمور ..وتجعلها أكثر ارتباطاً بالمجتمع ..وأكثر استعداداً لخدمته ..وأكثر تفانياً في رفع شأنه وحمايته
زايد والحكام يقرون .. لا تغيير دون النهوض بالمرأة
لقد وقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد - رحمه الله - من اليوم الأول للاتحاد .. ليضرب بمعاول الهدم كل جدران التخلف ..ووقف في وجه المغالاة في الحفاظ على التقاليد البالية التي تبتعد ابتعاداً كبيراً عن سمات شريعتنا الإسلامية وعقيدتنا السمحاء ..ولذلك فقد أصر سموه على إحداث التغيير الاجتماعي في البلاد .. ووافقه في ذلك إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات ..ولم يكن من الممكن إحداث التغيير الاجتماعي في رأيه بدون النهوض بالمرأة وخروجها إلى الحياة العامة دون الإخلال بالتقاليد العربية الأصيلة
قيادة الاتحاد .. والبحث عن الكمال
إن دولة الإمارات العربية المتحدة .. تؤكد كل يوم أن قادتها يبذلون الجهد تلو الجهد من أجل إعلاء هذا الصرح الشامخ وتحقيق المزيد من التقدم لدولتنا الفتية في ظل قيادة صاحب السمو رئيس الدولة الأب والقائد وراعي النهضة والباحث عن الكمال من أجل شعبه وشعوب الأمة العربية
الاتحاد كان أملا يداعب أحلام زايد
إن العيد الوطني يذكرني دوماً بفكرة الاتحاد وهي في بدايتها الأولى عندما كانت أملاً يداعب أحلام زايد ويشغل فكره وباله منذ كان حاكماً للمنطقة الشرقية ... حتى أصبحت الفكرة يومها دعاءً يومياً في صلاته يناجي ربه كي تتحقق وترى النور. كان مجرد تحقيقها يعني بالنسبة له أشياء كثيرة. يعنى المشاركة في العطاء يعنى تحقيق الرفاهية لشعبنا كله تعويضاً عن أيام التخلف والحرمان يعني القدرة على التغلب على كل تحديات الواقع يعني القوة على الدخول إلى عالم اليوم الذى يسيطر عليه الأقوياء يعني إنشاء دولة لها ثقلها ووزنها واحترامها. إن البداية كانت متواضعة ولكن الطموح كان كبيراً وكان على زايد أن يبذل طاقة غير عادية في الإقناع وفى تقريب مفهوم الوحدة وهدفها وفوائدها إلى إخوانه وفى تبديد كل الشكوك حول فكرته الوحدوية البعيدة عن أي أطماع شخصية اللهم إلا إرضاء الله وراحة الضمير إنها أيام لا يمكن أن تنسى
سبق عالمي
إن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في تمكين المرأة في فترة وجيزة وضعتها في المرتبة الثالثة والثلاثين من بين 187 دولة في العالم في تقرير مؤشر التنمية البشرية التابع لبرنامج الأمم المتحدة للعام 2011م