فاطمة الزعابي: أفتخر أني أول مهندسة إماراتية تتعامل مع المحركات الدوارة
فتاة اماراتية طموحة استطاعت ان تحقق حلمها، وان تدخل مجالاً جديداً كان حكراً على الرجال ![]() | ![]() |
أبوظبي: آلاء عبد الغني
الفضول لاستكشاف تركيبة وماهية الأشياء، قادها لاختيار الهندسة مساراً
لحياتها العلمية والمهنية، وتصميمها على قهر التحديات ذلل خوفها من دخول مجال كان
حكراً على الرجال، قبل أن تتخذ في قرارة نفسها التحدي، لتكون أول مهندسة إماراتية
تتعامل مع المحركات الدوارة والغازية عن قرب وتتمكن من صيانتها بجودة عالية، علاوة
على أن طموحها الذي يكبر يوماً بعد آخر، كان الشعلة التي أوقدت إلهامها لبناء محرك
نموذجي محاكي لمقياس الأصل لإحدى الجامعات خلال فترة زمنية محدودة.
المهندسة فاطمة الزعابي، هي التي التحقت بشركة «الخدمات والحلول
التوربينية» كمهندسة للمحركات الصناعية ، بعد أن حصلت على درجة البكالوريوس في
الهندسة الكهروميكانيكية من «بوليتكنيك
أبوظبي»، وكرّمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس
مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في صيف هذا العام، لتميزها الدراسي وحصولها على
معدل في درجات تحصيلها الدراسي بلغ 3.86%.
«الخليج» التقت
المهندسة فاطمة الزعابي على هامش اختتام فعاليات معرض كفاءات للتدريب العملي أمس
في دبي، والذي نظّم تحت رعاية سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية
والتعاون الدولي، رئيس مجلس أمناء «أكاديمية الإمارات الدبلوماسية»، للمرة الأولى
في دولة الإمارات، وذلك بتنظيم من مؤسسة الإمارات بالتعاون مع مجلس الإمارات
للشباب.
وعن مصدر إلهامها الذي دفعها لاختيار مجال الهندسة، قالت المهندسة الزعابي:
«لقد لازمني الطموح منذ صغري بأن أصبح مهندسة ، حيث كنت دائماً أقوم بتفكيك
الأشياء ومن ثمّ أحاول استكشاف كيفية تركيبها مجدداً وتشغيلها، فلطالما كنت أسعى
إلى إشباع النزعة الفضولية لاستكشاف الأشياء الميكانيكية من حولي، ولحسن حظي أنني
أنتمي إلى عائلة تضم مهندسين، والذين يرجع إليهم الفضل في تشجيعي على تطوير قدراتي
في هذا المجال، إذ يعمل والدي مهندساً ميكانيكياً وزوجي مهندساً كيميائياً».
وأشارت إلى أن الفصل الأول من حكايتها مع التوربينات بدأ خلال السنة
الثالثة من دراستها الجامعية، حيث أمضت فاطمة فترة ستة أشهر من التدريب العملي في
شركة الخدمات والحلول التوربينية، لتكتسب أثناء هذه المدة مهارات متخصصة في العمل
على التوربينات الصناعية وتوربينات الغاز، كما تعرفت إلى طرق صيانتها، وتدربت على
تجميع التوربينات وتفكيكها، وفحص المحركات بمختلف مكوناتها قبل مرحلة الصيانة وبعدها
أو استبدالها، لافتة إلى أنها تمكّنت من العمل وسط فريق من الفنيين والمهندسين
والطلبة في مجال تجميع المحركات لدى إحدى أبرز الشركات الإقليمية ولعب دور متميز
في هذه الفترة، وهو ما شكّل واحداً من أبرز الإنجازات التي حققتها، وبعد إتمام
فترة التدريب العملي وتخرجها في الجامعة، سعت إلى الالتحاق بشركة الخدمات والحلول
التوربينية كمهندسة بدوام كامل.
وأكدت أن «بوليتكنيك أبوظبي» هي التي قدمت لها الفرصة الثمينة التي
كانت الخطوة الأولى لها في شركة الخدمات والحلول التوربينية، حيث أتاح لها
الاختيار بين عددٍ من فرص التدريب العملي مثل السفر إلى الخارج للتدريب في مصانع
بالولايات المتحدة أو التدريب لدى إحدى الشركات المحلية، لكن اختيارها وقع على
شركة الخدمات والحلول التوربينية كونها المزوّد المعتمد الوحيد لتوفير خدمات
الصيانة والإصلاح والعَمرة لمحركات «سيمنز ترنت» خارج نطاق «سيمنز» نفسها، مما
خوّلها لمعرفة المزيد حول أساسيات توربينات الغاز، والتعرف عن قرب إلى صيانة
التوربينات الصناعية.
وفيما يتعلق بأبرز المهام والتحديات التي قابلتها خلال فترة التدريب
العملي، ذكرت أنها تعرفت خلال هذه الفترة إلى تطبيق مفهوم المبادئ الستة «Lean Six Sigma» في ورش العمل، واكتسبت مهارات متميزة من
خلال تنفيذ مفاهيم التدريب على تشغيل توربينات الغاز من طراز «AVON»، مبيّنة أن عملية تهيئة
وصيانة وحدة العمل على محركات «AVON» كانت
إحدى أبرز المهارات التي اكتسبتها خلال فترة التدريب العملي.
أما بخصوص الإنجازات التي حققتها خلال فترة عملها حتى الآن، فأوضحت أن
أبرزها يتجلى في بناء محرك نموذجي محاكي لمقياس الأصل لإحدى الجامعات خلال فترة
زمنية محدودة، وهو الإنجاز الذي حققته بفضل العمل بروح الفريق، ما مكنها من إتمام
هذه المهمة وفق جدول زمني مقرر وبجودة عالية، معربة عن فخرها كونها أول إماراتية
في مجال التعامل مع المحركات الدوارة والغازية عن قرب وصيانتها بجودة عالية ضمن
فريق عمل متعاون.
وأكدت تطلعها لتوسيع خبراتها ومهاراتها الفنية والإدارية في مجال عمرة
وإصلاح محركات الطائرات والمحركات الصناعية في النفط والغاز والطاقة، والتي تقع في
نطاق أعمال شركة الخدمات والحلول التوربينية.
ووجّهت المهندسة فاطمة الزعابي نصيحة للطلبة المهتمين بالحصول على
التدريب العملي في شركة الخدمات والحلول التوربينية، والسير على الدرب الذي سبقتهم
إليه في هذا المجال، قائلة: «أودّ أن أوجز خبرتي البسيطة بنصيحة لهم بأن يتحلّوا
بشغف واهتمام بموضوع التدريب العملي في الشركة، ومن ثمّ مواجهة التحديات بعزم
وإرادة، وهذا على مستوى التطور الشخصي، أما من ناحية بيئة العمل، فيتعين أن يتحلى الطالب
أو الطالبة بروح الفريق والتفكير الإبداعي، لذلك فإنني أحث الطلبة على الالتحاق
بالتدريب في الشركات المحلية الرائدة».
الخليج 12/10/2016