الموضوع [ 6425]

منى القمزي: الإماراتيات يُسهمن في نهضة الوطن العلمية والتكنولوجية

لأن أحلام بعض الإماراتيات المتميّزات توقظ فيهنّ حماسة التميّز والعطاء بأسلوب خاص، يصل أحياناً إلى حدود الفضاء، شاء حلم منى القمزي، مساعد المدير العام لقطاع الدعم المؤسسي في مركز محمد بن راشد للفضاء، أن يرتفع بها إلى ما بعد الغيوم، إلى عالم بعيد وجديد بعنوانه العريض، لكنه يستأهل التطلع إليه بشغف.



حوار: ريما كيروز  - المصور: من المصدر

                                                                      



منى القمزي، إماراتية تابعت دراستها الجامعية في مجال إدارة الأعمال، وبدأت مسيرتها المهنية في مجال الجودة والتطوير والتخطيط الاستراتيجي، ومن ثم انتقلت في عام 2006 إلى «مركز محمد بن راشد للفضاء»، أو ما كان يُعرف بـ«إياست»، قُبيل ضمّها إلى « مركز محمد بن راشد للفضاء»، عقب تأسيسه في عام 2015. ماذا تقول ل«الزهرة» عن عملها في المركز ومشاريعه، وعن عُمر قطاع الفضاء في الدولة واهتمام المجتمع بهذا المجال؟ وكيف تُحَيّي المرأة الإمارتية ودولة الإمارات؟

 كيف تخدمين المركز من موقعك؟

تنصبّ مهامي في المركز على توجيه ومتابعة ودعم كل الأعمال الإدارية والمالية واللوجستية، إضافة إلى إدارة قسم الاتصال المؤسسي. وأقدم مع فريق العمل في القطاع الدعم للمشاريع الفضائية، لأن التعاون والتنسيق بين القطاعين الهندسي والإداري أمراً ضرورياً. وبما أن للإعلام والتسويق الدور المهم في إيصال مشاريع ومبادرات وخطط المركز إلى الرأي العام في الدولة وخارجها، فمن الطبيعي أن أتابع هذا الجزء. إلى ذلك، يأخذ استقطاب وتنمية المهارات الكفؤة في الدولة (الهندسية والإدارية)، حيّزاً كبيراً أيضاً من مهامي.

علمنا أيضاً عن حرصك على توفير بيئة عمل محفزة على الإنتاج؟

 أحرص كثيراً على أن تسود بيئة عمل تحفّز على الإنتاجية وسعادة الموظف. لذا، أسّسنا إدارة أسعاد الموظفين لتهتم بكل التفاصيل المتعلقة بالحياة اليومية للموظف في المركز.

 

المجتمع والفضاء
 يُعتبر المركز من أهم المراكز العلمية في المنطقة.. فهل يعي أبناء الوطن أهميته؟

 لا شك أن أبناء الإمارات يقدرون ما نقوم به ويفتخرون بما حققنا من إنجازات. فخلال عقد من الزمن، أطلق المركز إلى الفضاء 3 مشاريع فضائية، ولديه مشروعين فضائيين قيد التطوير، وأسّس نواة رأسمال بشري متخصص في صناعة وعلوم الفضاء، وأنشأ بنية تحتيّة عالية المستوى. كما نرى جليّاً اهتمام المجتمع في الفضاء من خلال الأنشطة والمؤتمرات التي ننظمها، ومثال على ذلك «منتدى الفضاء مشروعنا»، الذي أطلق المركز دورته الأولى في يناير الماضي، وجمع نخبة من أبرز العقول وخبراء الفضاء، واستقطب عدداً كبيراً من الطلاب والأهالي ومحبّي العالم.



هل من استراتيجية تقومون بها من الناحية التوعوية بعالم الفضاء؟

 أصدرنا مجلتان متخصصتان بالفضاء والتكنولوجيا، وهما «مجرات» و«الكوكب الأحمر». ففي «مجرات» توجّهنا إلى جيل الشباب في صفوف الثانوية العامة والجامعات والمتخصصين والشغوفين بمتابعة أبرز الموضوعات عن الفضاء والتكنولوجيا. بينما مجلة «الكوكب الأحمر» مخصصة للأطفال والفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة، لتُغْنَى معارفهم عن الفضاء، وكانت إحدى مبادراتنا لعام القراءة».

 هل تأتي اهتمامات المجتمع على مستوى ما تقدمه القيادة الرشيدة في هذا المجال؟

 وفّرت قيادتنا الرشيدة بيئة حاضنة لنمو مجال الفضاء لنكون من السبّاقين والمنافسين على مستوى العالم، ونحن نعمل جاهدين لتحقيق رؤيتهم وتطلعاتهم من خلال مشاريعنا ومبادراتنا وتطوير الكفاءات الحالية والمستقبلية. بلا شك أن عُمر قطاع الفضاء في الدولة من ناحية التصنيع والأبحاث والعلوم لا يتعدّى الـ11 عاماً، إنما خطونا خطوات كبيرة في توعية وتعريف المجتمع إلى صناعة الفضاء وأهمية أبحاث الفضاء، وكيف يخدم الإنسان في حياته اليومية، وكيف يُسهم في إدارة الكوارث ودوره في التنمية، إضافة إلى العوائد المعرفية والاقتصادية الناتجة عنه. في الحقيقة، يجهل كثيرون أن هناك  أموراً كثيرة نستخدمها يومياً أو نحتاج إليها في حياتنا، اكتشفت أثناء التحضير لمهمات فضائية، أو للاستخدام في هذه المهمات».

 ما المهارات والكفاءات المطلوبة للعمل في مركز محمد بن راشد للفضاء؟

 الاختصاصات المطلوبة: الهندسة الكهربائية والإلكترونية والكيمائية والصناعية وهندسة الكمبيوتر والبرمجيات والاتصالات.. فضلاً عن علوم الفضاء والطيران والفيزياء والرياضيات.

 

البداية

 

 العمل في مشاريع فضائية من المجالات المستحدثة في الإمارات.. كيف كانت البداية؟

 من خلال برنامج نقل معرفة وشراكة استراتيجية مع الشركة الكورية الجنوبية «ساتريك إنيشيتف»، في مشروع «دبي سات - 1»، حيث اختير عدد من المهندسين الإماراتيين وسافروا إلى كوريا الجنوبية لتلقّي المعرفة الأساسية لتصنيع الأقمار الصناعية، وكانت نسبة مشاركتهم في «دبي سات - 1» 30%. وتابعنا في التوجّه نفسه، في القمر الصناعي الثاني «دبي سات - 2». لكن، نوعية وحجم المشاركة تغيّرت، حيث بلغت 50%. واليوم وصلنا إلى مرحلة امتلاك القدرة على تطوير أول قمر صناعي إماراتي، بسواعد المهندسين الإماراتيين على أرض الدولة، وأيضاً الإعداد والتنفيذ والإشراف على مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ - مسبار الأمل. واليوم نحن مستمرون في استراتيجية نقل المعرفة على أرض الدولة، من خلال القمر الصناعي (النانومتري «نايف - 1»)، و«برنامج الأقمار الصناعية لطلبة الجامعات»، لتطوير قدراتهم في صناعة الأقمار الصناعية (النانومترية).



 كيف ترين مستقبل مركز محمد بن راشد للفضاء؟

 أراهُ في مراكز أكثر تقدماً عربياً ودولياً.. فالمركز يعمل على مهمات ومشاريع فضائية كبيرة وبرامج طموحة جداً. لقد سلمتنا قيادتنا الرّشيدة أمانة كبيرة يجب أن نصونها، وأعطتنا ثقة غالية يجب أن نكون عند حُسن ظنّها وثقتها فينا.. فنحن نعمل كفريق واحد للوصول بقطاع الفضاء الإماراتي إلى مكانة ريادية على المستوى العالمي.

 

الإماراتية والنهضة العلمية

 

هل المرأة الإماراتية راضية عن دورها اليوم؟

 منذ قيام الاتحاد والمرأة الإماراتية تحظى بدعم واهتمام القيادة الرّشيدة. لقد وفّرت لها الإمكانات كافة، وزوّدتها بفرَص نمّت فيها مهاراتها وقدراتها.. ما جعلها عنصراً فاعلاً في مجتمعها الصغير والكبير.

 هل من السهل على المرأة أن تعمل في قطاع الفضاء والعلوم والتكنولوجيا؟

 من الشائع، أو ثمّة من يعتقد أن قطاع الفضاء والعلوم والتكنولوجيا يستقطب الرجال فقط، أو يستقطب النساء بنسبة قليلة. لذلك، أود أن أشير إلى أن 40% من الموظفين في القطاعَيْن الهندسي والإداري في مركز محمد بن راشد للفضاء من النساء. وهنّ مهندسات وذات كفاءات عالية، ويتبوّأن مراكز قيادية عن جدارة. وشخصياً، لا أنظر إلى كوني أعمل وسط رجال العلم والعلوم، من منظار التفرقة والتمييز في مجالات العمل.

 كإماراتية ناجحة، وتعملين في مركز تحلم الكثيرات لو يتسنّى لهن فرصة أن يكنّ موجودات فيه.. فماذا تقولي لهن؟

يفتح المركز أبوابه للإماراتيات اللواتي يمتزن بالكفاءة في القطاعين الإداري والهندسي، ولديهنّ القدرات والإمكانات للإسهام في هذه النهضة العلمية والتكنولوجيّة.

 هل كان سهلاً إدماج الإماراتية في العلوم والتكنولوجيا المتقدمة؟

 المرأة الإماراتية متمكّنة من جميع النواحي، واختارت في مسارها المهني ما يستهويها، لأنها تدرك أنها متى امتلكت الكفاءة وكانت شغوفة في قطاع العلوم والتكنولوجيا، ستبدع فيه حتماً. علماً بأن نسبة الفتيات الجامعيات اللواتي درسن هذه الاختصاصات، تضاعفت في العقدين الأخيرين».

 ما الذي تَتطلّع إليه المرأة الإماراتية بعد؟

 لقد حققت الإماراتية إنجازات عديدة إلى اليوم، وبالطبع لديها طموحات أكثر وقمم أعلى تتطلع إلى اعتلائها، لترفع اسم دولة الإمارات عالياً وإبراز دورها المتميّز.

ماذا تقولين للإماراتية في يومها ؟

 في البداية، أود أن أتوجّه بمعايدة صادقة إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «رئيسة الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة الـ«مجلس الأعلى للأمومة والطفولة»، «أم الإمارات».. لأنها القدوة لنا والمثال في عطائها وإسهاماتها واهتمامها بالإنسان والمجتمع.

وأقول للمرأة الإماراتية إنك متميّزة، صلبة، معطاءة، طموحة وسبّاقة، شاركت في الحياة العامة، ورفعت علم دولة الإمارات في أهم المحافل الدولية، وأسهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولعبت دوراً قيادياً في الحراك الإنساني في المجتمع. لذا، تابعي وامْضِي بثقة في مسيرة التنمية والازدهار.


26/8/2017  زهرة الخليج 36- 37- 38- 39