عفراء السويدي: تعجبني التقاليد والعادات الصينية الراسخة
تتميّز «مدرسة حمدان بن زايد الحكومية» في أبوظبي، بأنها تجربة تعليمية رائدة وبيئة خصبة لتحقيق مستقبل واعد بالمواطنين المتخصصين في اللغة الصينية . ![]() |
«اسمي عفراء السويدي، وسأقدم لكم اليوم معلومات عن تراث الإمارات وعن كيفية صناعة التّلي والسدو»، هكذا استهلت طالبة إماراتية، بلغة صينية رصينة، حديثها إلى سفير دولة الصين في الإمارات، خلال فعاليات الأسبوع الثقافي الإماراتي في أبوظبي. «زهرة الخليج» التقت عفراء لتتعرف إلى قصة إتقانها اللغة الصينية. تقول عفراء عبد الحكيم السويدي (10 أعوام)، والتي تدرس بالصف الخامس، في «مدرسة حمدان بن زايد لتعليم اللغة الصينية» في أبوظبي، إن ذويها ألحقوها بالمدرسة عندما كانت في مرحلة الرياض الأولى: «سمع والدي أن الدولة افتتحت مدرسة لتعليم اللغة الصينية إلى جانب العربية والإنجليزية، فسجّلني فيها، إذ أراد لي أن أتعلم اللغة التي يتحدث بها خُمْس سكان العالم، الأمر الذي يحقق لي مستقبلاً أكاديمياً غير تقليدي، حيث سنكون من أوائل الطلاب في الإمارات الذين درسوا اللغة الصينية منذ الصغر». |
![]() |
مستقبل التخصص في اللغة الصينيةفاطمة البستكي: المدرسة تُعد الأولى من نوعها في المنطقة
تتميّز «مدرسة حمدان بن زايد الحكومية» في أبوظبي، بأنها تجربة تعليمية رائدة وبيئة خصبة لتحقيق مستقبل واعد بالمواطنين المتخصصين في اللغة الصينية، حيث تحدثت مديرة المدرسة فاطمة البستكي «لزهرة الخليج» بالقول: «انطلقت تجربة المدرسة في عام 2006، من رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس مجلس أبوظبي للتعليم، وتُعَد المدرسة الأولى من نوعها في المنطقة، حيث إن نظام التعليم ثُلاثي اللغة «العربية، الإنجليزية، والصينية»، يتوافق مع رؤية التعليم 2021 في الدولة. وتُضيف: «تدرس في المدرسة اللغة الصينية من مرحلة رياض الأطفال، وتتضمن جميع المراحل الدراسية للذكور والإناث في مبنى واحد، ولم تقتصر تجربة التعليم ثلاثي اللغة في «مدرسة حمدان بن زايد» على تعلم اللغات الثلاث معاً، من خلال الصف الدراسي الواحد، بل شملت كذلك مختلف الأنشطة الترفيهية والتعليمية، وقد جلبنا إليها أمهر المدرّسين الصينيين لتعليم اللغة الصينية». وتتابع البستكي: «بدأت المدرسة بعدد 20 طالباً، وتدرّج العدد حتى وصل في العام الدراسي 2018 - 2019 إلى 870 طالباً وطالبة، وهناك إقبال كبير على المدرسة، إذ يشعر الطالب فيها بزيادة الثقة في نفسه، وبأنه متميّز لمهارته في التحدث بلغة ثالثة، الأمر الذي يساعده على تطوير قُدراته، ويُمكّنه من استخدام المهارات العصرية». تختتم فاطمة البستكي شرحها بالقول: «ما يُميّز نظام التعليم ثُلاثي اللغة كذلك أنه يهتم بتعليم الطلبة الصينيّين المنخرطين في المدرسة كذلك اللغة والثقافة العربيتين، ويشكلون نحو 5% من طلاب المدرسة، وذلك في إطار التبادل الثقافي بين البلدين، وتعزيز المعرفة بين الشعوب». |
لا صعوبات
تصف عفراء انطباعها حول اللغة التي تُتّقنها: «لم أشعر بأن اللغة الصينية والتي تُعرف بـ«الماندرين» غريبة عنّي، لأنني تعرفت إليها وأنا صغيرة جداً وفي مرحلة تَعلّم القراءة والكتابة، فانخرطت فيها وتعلمت حروفها وقواعدها». مؤكدةً أنها لم تواجه أي صعوبات في تعلم اللغة الصينية: «أشعر بأنها سهلة، على الرغم من اختلافها التام عن العربية والإنجليزية، لكني أشعر بأنني متميّزة، خاصة عندما أتحدث بها وألمح نظرات الدهشة والإعجاب، فقلائل حولي هم من يُتقنون التحدث بها».
أتوق إلى زيارتها
عفراء لم تكن الوحيدة في أسرتها التي تلتحق بـ«مدرسة حمدان بن زايد لتعلم اللغة الصينية»، فقد سبقها شقيقها الأكبر: «أخي الآن يدرس في الصف الحادي عشر، وقد قام بزيارة الصين في برنامج التبادُل الثقافي، وقد جاء مبهوراً بها وبطبيعتها الخلابة وبطيبة أهلها». لم تُتح الفرصة لعفراء أن تزور الصين قطّ، ولكنها تتطلع إلى ذلك بشوق: «قرأتُ كثيراً من الكتب عن الشعب الصيني، وعن عاداته وتقاليده، وأنا معجبة بالتقاليد الصينية، وبالأزياء والنظام، وأشاهد كثيراً من الفيديوهات الصينية لأتعرف إلى حضارة هذا البلد أكثر، وأتمنّى أن أزوره قريباً، أقابل الناس عن قرب وأتحدث معهم بلغتهم التي أتقنها». | ![]() |
28/7/2018 زهرة الخليج 12 - 13
حوار: إشراقة النور
تصوير: محمود العايدي