الفنانة التشكيلية سارة بن هندي: أتبّع أسلوباً مُتفرّدا بالرسم
تُعرّف الفنانة التشكيلية الإماراتية سارة بن هندي بنفسها فتقول: «نلت شهادة بكالوريوس الفنون الجميلة من الجامعة الأميركية في دبي في عام 2007. شغفي الأكبر في الحياة هو الفن، وأنا لا أرسم بشكل يومي إنما حين يأتيني الإلهام».
حوار: ريما كيروز
تصوير: عماد حمزة ![]() p |
بين التجريدي وفن البوبعلى الرغم من أن سارة تستعيد ذكريات الطفولة وموهبتها وميولها لفن الرسم، وتحكي عن مشاركتها في العديد من المسابقات والفعاليات في هذا المجال، إلا أنها تصر على عدم امتهانها الرسم بشكل فعلي ورسمي، إلا بعد التخرج ودراسة الفن التجريدي الحديث الذي تعتبره: «غير شائع في المنطقة العربية». تعترف بأنها برسوماتها تمزج بين الفن التجريدي وفن البوب أو «الفن الشعبي»، كما تُسمّيه، أي الفن الذي يتداول ما هو رائج وغير تقليدي في المجتمع، من حيث استخدام الألوان والأشكال والمعايير. وتُسمّي سارة بعض الفنانين الذين تأثرت بهم في تبنّي الفن التجريدي، مثل الرسام الأميركي أندي وارهول الذي اشتهر بفن البوب، والرسام الأميركي جاكسون بولوك، وهو أحد روّاد الحركة التعبيرية التجريدية، والذي كان يعتمد على صَبّ الألوان في الرسم أكثر من استخدام الفرشاة بالطريقة التقليدية، وتقول: «تأثرت بهؤلاء الرسامين من ناحية التقنية، إنما الإلهام هو حالة شخصية تولد في داخلي نتيجة تفاعلي مع حدث مُعيّن».
الإحساس بالطاقة«لأن فني يمثل المشاعر والعواطف العميقة في داخلي، يمكن القول إن لوحاتي هي بنات اللحظات والتجارب التي أعيشها. وفي الأغلب أنا أعتمد على ربط الألوان بالمشاعر». تخلق سارة أعمالها الفنية من مزيج آسر من الأشكال والأحجام المختلفة، وهدفها أن تقدم طريقة جديدة للإحساس بالطاقة، من خلال ما يراه المتلقّي في لوحاتها. وهي أيضاً تعتمد تقنية الألوان الحرّة لتكسر القاعدة الشائعة للفن التجريدي وتكون غير مقيّدة في التعبير، فالمهم بالنسبة إليها: «أن تطفو الأشكال والألوان بشكل حُـرّ في جميع أرجاء اللوحة لتتفاعل مع الخليط الذي أختاره، وتحرّك الخيال عند التمعّن في كل لوحة على حِدة». وبالتالي، قد يكون صحيحاً أن لكل لوحة من لوحات سارة قصة عاشتها وأحبّت أن ترويها، ولكنها ترغب في «أن يتلمّس الناظر إليها قصصه وتفسيراته الخاصة».
الأزهار المحور الطاغيربما تقدّم سارة في لوحاتها الفنية موضوعاً واحداً، إلا أن كل لوحة منها تتميز بالتفرّد من حيث اختلافها جذرياً عن بعضها في حيويتها. فبينما تتسم بعض لوحاتها بالبساطة، تطغى على لوحاتها الأخرى تركيبات معقدة من الألوان والأنماط المختلفة، والملاحظ أن الأزهار هي المحور الطاغي في معظمها، وهي توضح الموضوع هذا بالقول: «السبب في أن الأزهار أساسية في أعمالي الفنية، فلأنني أعتبرها رمزاً مثالياً للعواطف ودائماً ما أربطها بالناس». ولا تخفي أن الألوان الفرِحة التي تميّز أعمالها، نابعة في أحيان كثيرة من لحظات حزينة وتجارب غير إيجابية، مُعلنة أنها تعتبر نفسها وسطيّة بين طرفي التفاؤل والتشاؤم، واعتادت أن تترجم حبها للألوان في اللوحات بهدف تحويل الكآبة التي مرّت بها إلى فرح يطول قلب المتأمل في فنها. |
ضربات الفرشاة
وفي معرض حديثها عن التقنيات التي تستخدمها في رسم لوحاتها، تلفت سارة إلى أنها تعتمد تقنيات مختلفة عن تلك التقليدية والشائعة، مثل ضربات الفرشاة التي لا تتبع نمطاً واحداً بل تميل وتخلق أشكالاً حرّة، ووضع الألوان التي تستخدمها ومزجها على اللوحة مباشرة، إضافة إلى اختيار رسم لوحتها وهي على الأرض، لكونها تشعر بأنها بهذه الطريقة، تخرج الطاقة منها فتسحبها الأرض وتتجسد في اللوحة. تعلّق: «أود بشدة أن أعرّف المجتمع إلى فن جميل وجديد وغير شائع، أريد أن أجذب أرواح الناس بأسلوبي وألواني وأفكاري».
الصديق الملهمعن المنافسة بين الفنانات الإماراتيات في هذا المجال، تتحدث سارة ملاحظة: «بكل ثقة أقول إنني مُتفرّدة بالأسلوب الذي أتبعه، لا أعتمد على الأفكار التي تدور في المجتمع والعالم، إنما على أفكاري الشخصية». من ناحية ثانية، لا تستبعد سارة رسم لوحات تتناول قضية اجتماعية مُلحّة في المستقبل، لكنها في الوقت الحالي تجد نفسها منفصلة عن واقع المجتمع، ففي رأيها: «لقضايا المجتمع ناسها»، بينما هي ميّزت نفسها بالفن التجريدي التعبيري الحر، المرتبط بالمشاعر الوجدانية التي يعيشها الفنان. وفي هذا الإطار، لا تتردد في إرسال تحيّة إلى صديق تعتبره الملهم الأكبر لها، وتبوح: «شكراً للصديق الذي يلهمني ويدعمني ولي معه تجارب روحية جميلة وعميقة، ترجمتها في معظم لوحاتي». | ![]() |
30/6/2018 زهرة الخليج 110- 111- 112