الموضوع [ 5405]

أول إماراتية تعمل (مرحل جوي)

أول إماراتية تعمل





" التخصص صعب جدا، ولكنني تحدت نفسي ونجحت بتفوق" 

"المهنة تحمل للمرأة تحديات كثيرة وأولها تحدي الذات" 

" تحصيل العلم هو زوادة الجيل الجديد في رحلة المستقبل" 

 

تفتخر بأنها أول إماراتية تعمل " مرحل جوي " 

مريم الرفاعي :

أملك ما يجعلني أما صالحة و موظفة ناجحة 

حوار: ريما كيروز – الصور: من المصدر 

 

أحبت مريم أحمد الرفاعي أن تدخل مجال الطيران بعد أن أنهت دراستها الأكاديمية، و بمثابرتها و مجهودها المتواصلين، و شغفها بعملها و التدريب المكثف الذي خضعت له، صعدت السلم الوظيفي بسرعة قياسية، لتصبح مرسلة طائرات أو مرحلا جويا Aircraft Dispatcher  في ((طيران الاتحاد،)) و تكون الإماراتية الأولى التي تعمل في هذا المجال. من مدرج المطار حيث تقف الرفاعي عند إقلاع الطائرات و هبوطها، كان هذا الحديث معها. 

 

تخصص صعب 

ما طبيعة عمل ال(مرحل جوي)؟ 

المرحل الجوي هو الذي يجهز الطائرة للسفر و يتأكد من السلامة العامة، و استعداد طاقم الطائرة، و حقائب السفر، ووجبات الطعام، و موعد الإقلاع في الوقت المحدد. باختصار، هو الذي يشرف على التفاصيل كافة التي تتعلق بالطائرة من أصغر شيء فيها إلى أكبرها.


هل الإجراءات التي تتبعينها واحدة مع كل الطائرات؟

لكل طائرة وضعها الذي يجب دراسته لمعرفة كيفية التعامل معها، و قد تخصصت بهذا المجال في أكاديمية ((طيران الاتحاد)). و للعلم، هذا التخصص يعتبر صعبا جدا لأن أساسه الحساب، و لكنني تحديت نفسي و نجحت فيه بتفوق.

 

 

التحديات 


- ما التحديات الصعبة الذي تواجهينها في عملك؟ 

تحمل المسؤولية.. فليس من السهل أن تكوني مسؤولة عن جاهزية طائرة و عناصرها كافة، لذا تقوم الأكاديمية بإجراء اختبار لنا كل ثلاثة أشهر، لتتأكد من أننا مخولين لحمل هذه المسؤولية، و مواكبين كل تطوير يطرأ على مجال عملنا. كما أن العمل على أرضية مدرج المطار تحت أشعة الشمس وفي أوقات الحر و الرطوبة، مزعج جدا بالنسبة إلى امرأة لا تتمتع بالشخصية الصلبة المثابرة، و شغف حب مهنتها مثلي.


- هل مثل هذه التحديات تخيف الفتاة من اقترابها من مهنة ال(مرحل جوي)؟

بالطبع لن تخاف الفتاة من تحديات هذه المهنة إذا كانت تعشقها، و لا أخيفكم أنها مهنة صعبة نوعا ما، لكنها تحمل للمرأة تحديات كثيرة، و أولها تحدي الذات لإثبات إمكاناتها و قدرتها على النجاح في أي مكان تختاره. لذا، قد أكون الإماراتية الأولى التي دخلت هذا المجال، لكنه اليوم يستقطب أعدادا كبيرة من الفتيات الناجحات إلى حد كبير.


-أجمل ما في مهنة ال((مرحل جوي)) في رأيك؟

إحساسي بالفرح الذي ينبع من كوني في المكان الذي أرغبه وأحبه.. ففي هذه المهنة كل شيء جميل ومثير، لأنها غير تقليدية، وبالتالي يستحيل أن يشعر من يمتهنها بالروتين و الضجر، حيث إنه يتعلم و يكتشف تحديات جديدة كل يوم.

 

مقومات أساسية


ألا يعيقك طموحك للتقدم في العمل عن رسالة الأمومة، خاصة أنك أم لخمسة أطفال؟

لكل أم اختارت أن تبقى في البيت لتربي أولادها رسالة احترام و تقدير مني، لأنها تؤدي أنبل مهنة في العالم. شخصيا، أجد أنني آملك من الطاقة ما يكفيني لأكون أما صالحة و موظفة ناجحة، وقد جعلت عائلتي تتأقلم على هذا المفهوم، كما أنني أجد دعما غير محدود من زوجي و أهله، و قد يكون هذا الواقع هو المحفز الأكبر لي لأمضي قدما في مسيرة النجاح على صعيد المهنة، و في الوقت عينه لا أقصر مع أولادي و ألبي جميع متطلباتهم. 

 

"لكل أم اختارت آن تبقى في البيت لتربي أولادها رسالة احترام، لأنها تؤدي أنبل مهنة في العالم"
 من أسس الراحل الكبير انطلقت متمسكة بالإرادة لأخدم البلد الذي لم يبخل علينا بخيراته"

 

 

-يبدو جلياً اعتدادك بالنجاح فما المقومات الأساسية التي ركنت إليها لتحقيقه؟

ركنت إلى كلام الراحل الكبير المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( طيب الله ثراه ).

الذي قال لنا إن المرأة نصف المجتمع ، وحثنا على العمل. وكان يردد دوماً (( أنا نصير المرأة.. أقولها دائماً لتأكيد حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها)). وقد حفر كلامه في نفسي عميقاً ، من دون أن أنسى تشجيع حكامنا الحكماء وتشجيعهم ودعمهم المتواصل لنا كإماراتيات. وقد بنيت على هذه الأسس وانطلقت منها، متمسكة بالإرادة والطموح لإنجاز هدفي، ولأخدم البلد الذي لم يبخل علينا بخيراته.

 

مشعل الإنجازات


-هل تعتبرين أن المرأة الإماراتية تطورت بشكل عام عما كانت عليه بالأمس؟

نعم هذا واضح ومؤكد.. الإماراتية اليوم موجودة في كل مهنة ومؤسسة. فهي القيادية التي يحسب لها ألف حساب، وتؤدي لها التحية تقديراً على المكانة التي وصلت إليها، بتعبها واجتهادها ومثابرتها الطويلة، وإصرارها على النجاح والتقدم. لقد كسرت المرأة الإماراتية منظومة (هذا العمل حكر على الرجال)، ومدت اليد إلى نصفها الآخر في المجتمع لتكمله وتسير إلى جانبه.


-ماذا يمكنك القول إلى إماراتيات الجيل الجديد؟

لا تقلن إنكن لا تعرفن.. بل حاولن ولا تتوقفن عن المحاولة، إلى أن تنجحن في تحقيق ما تسعن إليه. عبليكن أن تثقن بأنفسكن وبقدراتكن، لتحملن مشعل إنجازات اللاتي سبقكن وتكملن مسيرتهن المشرفة. في رحلة المستقبل المشرقة، وتذكرن ((أن ما تزرعونه سوق تحصدونه لا محالة بإذن الله)).