الموضوع [ 5387]

تمكين المرأة من خلال برامج ومشاريع في "بيت الخير"

المرأة في بيت الخير



تأسست "بيت الخير" في العام 1989م على يد نخبة من رجال الأعمال والإحسان في دبي، كمبادرة إنسانية لتأسيس جمعية نفع عام، لدعم الأسر المتعففة والطلبة المحتاجين والفئات الضعيفة في المجتمع، وتم إشهارها بالقرار الوزاري رقم 41 للعام 1989م.

 

نجاحات وإنجازات

وقد تطورت مسيرة الجمعية، وحققت الكثير من النجاحات، وبلغ حجم إنفاقها حتى الآن ما يقرب من ملياري درهم، أنفقت عبر 29 عاماً على مئات آلاف الأسر، وحصدت عشرات شهادات التقدير، وكانت أول جمعية خيرية تحصل على شهادة الجودة عام 2003 وما زالت تجدد لها حتى الآن، كما حصلت عام 2015 على شهادة الجودة "الآيزو" للمسؤولية الاجتماعية، لجهودها في دعم الصحة والبيئة والتعليم، منفردة بين الجمعيات الخيرية داخل الدولة، كما فازت بجائزة الجمعية المتميزة بدبي لأربع مرات، وجائزة الإمارات الاجتماعية، التي منحتها لها وزارة تنمية المجتمع، وأخيراً جائزة أفضل أداء خيري عربي عام 2017، والتي حكّمت فيها المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية، حيث تم اختيار "بيت الخير" من ضمن 156 جمعية خيرية وإنسانية عربية.

 

48 ألف أسرة

وقد بلغ عدد الأسر المسجلة في بيانات "بيت الخير" حوالي 48 ألف أسرة، حيث ركزت الجمعية في نشاطها الخيري على الأسر المتعففة ومحدودة الدخل وأسر الأيتام وأسر أصحاب الهمم وأسر السجناء، وكانت المرأة في صلب هذا الاهتمام، حيث تشكل ما يقرب من نصف المستفيدين وتنال الدعم الكامل دون تمييز، بالإضافة إلى فئات خاصة من النساء استهدفتها الجمعية لظروفها الخاصة، كالأرامل والمطلقات وغيرهنّ.

 

تمكين المرأة

تولي "بيت الخير" العنصر النسائي اهتماماً خاصاً، فمنذ نشأتها منذ أكثر من 28 عاماً حرصت الجمعية على إدماج المرأة بمختلف الوظائف المتاحة لديها، وهي تحتل الآن حوالي  90% من المواقع القيادية في الجمعية، حيث تشغل 19 موقعاً قيادياً في الجمعية من أصل 23 موقعاً، ولديها 148 موظفة يسخرن معارفهنّ وخبراتهنّ في تنفيذ مختلف برامج "بيت الخير"، منهن حوالي 35 باحثة في أفرع الجمعية في دبي والفجيرة ورأس الخيمة وعجمان، ومراكز هيئة آل مكتوم الخيرية التي تديرها "بيت الخير" في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمعهما، حيث يعملن بدأب وحرفية عالية في دراسة وبحث الحالات المتقدمة لطلب المساعدة، ويقمن بتلبية احتياجاتهم وتزويدهم بالمساعدات اللازمة، مع مراعاة الجانب النفسي للحالات والأسر المتعففة.

 

استيعاب الخريجات

ونظراً لعلاقة التعاون القائمة بين "بيت الخير" وكلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، تسعى الجمعية لاستيعاب الخريجات الراغبات في الانخراط في العمل الخيري، حيث استطاعت أن يعمل بها العديد من هؤلاء الخريجات، وتتطلع لاستيعاب المزيد منهن ضمن برامج النمو والتوسع المتاحة، وقد نظمت "بيت الخير" بالتعاون مع برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية في دبي وهيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية "تنمية"، ووزارة تنمية المجتمع، ملتقى للخريجات، لدراسة أوضاع خريجات كلية الدراسات العربية، وبنات الأسر المتعففة ومحدودة الدخل المسجلة في الجمعية من الجامعيات، اللواتي لم يوفقن في إيجاد فرصة عمل.

الأسر المنتجة

وهو مشروع لتشجيع الأسر الأقل دخلاً والراغبة بتأمين مورد مالي شريف، وتملك حرفة أو كفاءة لصناعة منتج معين يمكن تسويقه اقتصادياً، أو بتوفير فرصة التدريب لكل من يرغب في العمل في مهنة من أبناء وبنات الحالات، ليتعلم تأسيس وإدارة المشاريع الصغيرة والقيام بالمهن البسيطة كالتطريز والخياطة والطباعة والسباكة وغيرها من المهن التي قد تساعد أبناء وبنات الحالات.

 

وبدأ المشروع بتشجيع بعض النساء الراغبات بعمل مشاريع صغيرة على الإنتاج، وتوفير الدعم لها لإنجاز مشروعها، كتجارب عملية لرصد مدى نجاح هذه الفكرة، وبالتالي تكوين تصور عملي وآليات ناجعة لتعميم الفكرة، حيث وجه رئيس مجلس إدارة الجمعية، معالي جمعة الماجد بوضع استراتيجية جديدة لتأهيل وتدريب الأسر القادرة والراغبة حتى تتمكن من الاعتماد على نفسها والانطلاق في حياتها دون الحاجة للمساعدة، وبذلك تعيل نفسها، وتعطي الفرصة لدعم آخرين في المجتمع، كما تقدم نموذجاً على قدرات الأسر على العمل والإنتاج في المجتمع.

 

وقد انضمت جمعية بيت الخير إلى اتفاقية شراكات دعم الأسر المنتجة بالدولة، من خلال مبادرة "متجري" التي أطلقها الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، لتفعيل دور المرأة وتعزيز قدراتها في مجال ريادة الأعمال وتشجيع الأسر المنتجة، وقد جاء تطبيق "متجري" الذي تم تطويره وإطلاقه بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، كمنفذ تسويقي مهم يسمح لهذه الأسر بعرض منتجاتها وتسويقها عبر هذه المنصة الإلكترونية، التي تم تطويرها على مستوى الإمارات.

 
فارسات العطاء

وبنفس القدر الذي تسعى فيه الجمعية لتمكين المرأة ضمن أسرتها وتشجيعها على العمل والإنتاج، تشجع الجمعية النساء القادرات على العطاء الخيري، حيث تحتفظ في سجلاتها بأسماء خيرة من سيدات المجتمع الإماراتي وصاحبات الأعمال اللواتي يخرجن زكاتهن من خلال "بيت الخير" ويقدمن الكثير لدعم برامج الجمعية ومشاريعها الخيرية، كما تساهم العاملات في عدد من فروع البنوك الوطنية كمتطوعات في توجيه المحسنات الراغبات بالدعم والتصدق من خلال "بيت الخير".

 

المرأة في مشاريع "بيت الخير"

لا توجد في "بيت الخير" مشاريع متخصصة في تمكين المرأة، ولكن جهودها الخيرية الموجهة للأسر والفئات المستهدفة، ساعدت هؤلاء النساء والفتيات في هذه الأسر على تحقيق الكفاية، والتفرغ لمجالات الإبداع والعطاء الأخرى، وفيما يلي أهم البرامج والمشاريع التي تعود على المرأة بذلك:

 

مشاريع الأسر المتعففة

تقدم الجمعية برنامج شهري يسعى لتحقيق كفاية الأسر المحتاجة ومحدودة الدخل، حتى تتمكن من العيش الكريم، بما ينسجم مع المستوى الاقتصادي المتوسط في دولة الإمارات. وهو يقدم مساعدات نقدية بشكل شهري لعدد 4394 أسرة، 2537 منها مسجلة باسم الأم المعيلة للأسرة، ويتم ذلك من خلال مشروع الدعم النقدي ومشروع الدعم العيني ومشروع دعم أسر الأيتام ومشروع دعم أصحاب الهمم، وقد بلغ مجموع ما أنفق على هذه الأسر حتى نهاية يونيو 2018 مبلغ 25.7 مليون درهم.

 

مشاريع الأيتام

يصل عدد الأيتام الذين ترعاهم الجمعية إلى 1789 يتيماً، منهم 941 يتيمة، تدعمها الجمعية حتى تدخل سوق العمل أو حتى تتزوج، أو حتى تبلغ سن الرشد الذي حددته بسن 25 عاماً، وتقدم الجمعية للأيتام وأسرهم البالغة 506 أسرة مساعدات نقدية شهرية ومساعدات إضافية من خلال المشاريع الرمضانية ومشاريع العيد كالعيدية وكسوة العيد، كما تقدم معونة التعليم كالقرطاسية والرسوم الدراسية المتعثرة، وقد بلغ مجموع ما أنفق على الأيتام حتى نهاية يونيو 2018 مبلغ  5.5 مليون درهم.

 

دعم الأرامل والمطلقات

تدعم الجمعية أيضاً عدد من الأرامل بلغ حتى نهاية يونيو 2018 عدد 110 أرامل و557 مطلقة و7 مهجورات، يتلقين مساعدات نقدية شهرية، وبعضهن يتلقى الدعم الغذائي والعيني، وقد بلغ ما أنفق عليهن حتى نهاية يونيو 2018 1.6 مليون درهم.