الموضوع [ 4542]

شيخة السويدي.. عشق للتصوير الفوتوغرافي منذ الصغر

انجازات المرأة الإماراتية في مختلف المجالات .





      


المصدر: البيان  2 أكتوبر 2014

وثقت البيئة البحرية والأحياء القديمة والبيوت المشيدة من العريش،والفرجان التي تنقلت بينها، فلقبت بـ (شيخة المصورات الإماراتيات)، تحفظ أجزاء منالقرآن الكريم، ولديها معلومات تاريخية ثرية عن الأمكنة والأحياء القديمة فيالإمارات، إضافة إلى ذلك عشقت العمل التطوعي منذ أن كان عمرها 20 عاماً، إلا أنذلك لم يلهها عن أبنائها الذين تقلدوا وظائف مرموقة.

شيخة جاسم محمد السويدي السبعينية، وأول مصورة فوتوغرافية إماراتية،تم تكريمها من وزارة الشؤون الاجتماعية بمناسبة يوم المسن العالمي، والذي جاء تحتشعار (أنا مسن ومتطوع)، ضمن المنتسبين لبرنامج العمل التطوعي لكبار السن.. شيخةتعشق العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، فالبرقع لا يفارق وجهها، ولاالابتسامة أيضاً، فهي عشقت التصوير الفوتوغرافي منذ نعومة أظفارها، حتى أصبحت أولإماراتية تجيد فن التصوير، وتتعامل باحترافية مع الكاميرا.

وتقول شيخة: إنها من مواليد عام 1936 بفريج مرر بدبي، يتيمة الأب وهيفي عمر الثامنة، وأن والدها كان يعمل غواصاً يجوب البحار بحثاً عن اللؤلؤ، فمرض ثمفارق الحياة، وبعد أن ضاق بهما الحال هي ووالدتها، انتقلت إلى بر دبي، برفقةوالدتها إلى منزل محمد شريف، الذي كان يعمل وكيلاً للشيخ سعيد آل مكتوم، رحمهالله، وهناك بدأت تتفتح مداركها، حيث عملت في مكتب بخور دبي كان مسؤولاً عن دخولوخروج السفن من الميناء، بالإضافة إلى مراقبتها، وكانت تقوم بتوصيل الخطاباتوالبرقيات التي تأتي عبر السفن من دول مختلفة إلى مكتب الشيخ سعيد آل مكتوم، طيبالله ثراه، ثم يقوم أحد العاملين في المكتب بترجمتها إلى العربية.

وتستطرد: كان يعمل في المكتب وافدون من جنسيات مختلفة، أحدهم منالهند، ويدعى (جيتا)، وكانت لديه كاميرا (أجفا) يصور بها السفن التجارية التي تدخلوتخرج من الميناء، كنت أنظر إليها باستغراب، إلى أن طلبت منه أن يعلمني فنالتصوير، ولم يتردد في ذلك ، وعلمني فنون التصوير، وكيفية فتح العدسة وإغلاقها.

وكذلك تحميض الأفلام، مبنية أن محمد شريف الذي كنت أقيم في منزله أعجببموهبتي، واشترى لي أول كاميرا، كما خصص لي غرفة من أجل ممارسة هواياتي، والتي لمتقتصر فقط على التصوير، وإنما أجدت فن الرسم والحياكة والطبخ، حتى أصبحت أولإماراتية تجيد فن التصوير الضوئي، وأصبحت أوثق بالصورة لحياتي وحياة مجتمعي، حتىأصبح ذلك التوثيق يشكل جزءاً من التاريخ الوطني الإماراتي، ومن أهم ما وثقت فيدبي، تلك السفينة (دارا) التي احترقت في الخمسينيات، ونجم عن ذلك خسائر ماديةكبيرة، إضافة إلى التوثيق للحريق الكبير الذي اندلع في منطقة الفهيدي في ذاتالفترة في بيوت العريش التي كانت آنذاك وامتدت ألسنة النيرات إلى الشندغة.

 وعن دراستها تقول: درست الكتاتيب على يد المطوعة حليمة بنت ربيع،وحفظت على يديها الكثير، ثم محو الأمية بمكتب الشؤون الاجتماعية في دبي بجانبالمستشفى الإيراني، ثم جمعية النهضة النسائية، والتي درست بها حتى الصف الرابع، ثمعملت متطوعة بالمشاركة في كافة الفعاليات والنشاطات التي تنظمها مدرستا زعبيلوقرطبة في دبي، إلى أن أصبحت من أعضاء مجلس الأمهات، وإن متابعاتي الدقيقة لأبنائيالـ 6، جعلت منهم أبناء خيرين ومفيدين لمجتمعهم، حيث تعمل ابنتي (خلود) مدرسةلمادة العلوم، و(أمينة) مدرسة للتربية الإسلامية، و(إبراهيم) مسؤولاً في أحدالبنوك الوطنية، و(خالد) مديراً للتدريب بطيران الإمارات.

اهتمام

دعت شيخة السويدي، الأبناء إلى ضرورة الاهتمام بآبائهم وبرهم، وأنينظروا إليهم بأنهم ما زالوا قادرين على العطاء والمساهمة في بناء نهضة الإمارات،مشيرة إلى أن الاحتفالية تؤكد على أن المجتمع الإماراتي مجتمع عريق بقيمه الأصيلة،ويحرص على أن يقدم كل الرعاية والتقدير للمسنين أينما كانوا، باعتبارهم الآباءوالأجداد الذين ركبوا موج البحر، وغاصوا في أعماقه، وزرعوا الأرض وتمسكوا بالإقامةفي الوطن، عندما كان يضن البحر، وحلموا بأن وطنهم سينمو ويكبر، وسيكون له مكانةكبيرة بين الأمم.