الموضوع [ 3936]

مصممة الأزياء سارة المدنی : المرأة الإماراتية قوية وحانت لها الفرصة

مقال يسلط الضوء على مشاركة المرأة الاماراتية في القطاعات المختلفة، ودخولها مجالات عديدة وجديدة



ابنة إمارة الشارقة، شابة مبدعة ونموذج أنثوی مشرف في شخصيتها ونجاحاتها، عضو مجلس إدارة في غرفة التجارة والصناعة في الشارقة، وعضو في مجلس الأعمال الصغيرة والمتوسطة في وزارةالاقتصاد بدبي، مصممة أزياء،رائدة وسيدة أعمال، متحدثةعامة، وأم لطفل في الثالثةمن العمر.

 

بداية المسيرة

 

في سن ال15 لم تفكر المراهقة سارة المدني في اللعب مع صديقاتها، بل اكتشفت مواهبها التجارية مبكراً جداً، وافتتحت أول محل تجاري. قد يعود السبب للتربية التي تلقتها والقائمة على مبدأ الحصول على أي مكتسب بعد جهد جهيد. وتسترجع ذكريات طفولتها لتقول: «عندما كنت صغيرة كنت أذهب إلى السوبرماركت لشراء الحلوياتوأبيعها إلى أبناء أعمامي، لأن أهاليهم لا يسمحون لهم بالذهاب إلى السوبرماركت»(ضاحكة). وعندما بلغت ال15 من عمري، قررت أن أنفصل ماليا عن أهلي، فاعتبروا الأمر مزحة. كنت أعمل خفية بعد دوامالمدرسة لأدخر المال، وبالطبع كانوا يتساءلون أين تذهب هذه الفتاة؟ وعلى الرغم من أنه من الصعب أن يوافق أهلنا كإماراتيين أن نعمل،كنت أروج للعلامات التجارية، أوأعرض أزياء فادخرت 25 ألف درهم،وهو مبلغ كبير آنذاك. صادف أننيوجدت محلاً للخياطة يتطلب(خلو رجل) فدفعت المبلغ وأخذتالمحل وأبقيت على خياطيه.تعلمت منهم تصميم الأزياءوبعد أربع  سنوات افتتحت أربعة فروع أخرى. درست الإخراج السينمائي ولكن لم أستطع امتهانه، بل طبقت التفكير المبدع الذياكتسبته من دراسة الإخراج في كل أعمالي اللاحقة».

 

انتكاسة وانتفاضة


في عام 2013 أفلست المدني بالكامل، نتيجة خطأ فيالعقود التي تربطها بشريكها في العمل، فخسرت كل شيء، لتبدأ من الصفر من دون مساعدة أحد، وتنهضمن كبوتها مجدداً. وفي مراجعة ذاتية، اكتشفت أن موهبتها لا تقتصر فقط على تصميمالأزياء، بل تجمع بعيداً، فافتتحت مطعماً بالشراكة مع إحدى صديقاتها، وعلمت نفسهابنفسها لتحصد النجاح أيضا. لا تمل سارة ولا تكل في طرق مختلف المجالات، ولم تثنهايوما حالتها الصحية ومعاناتها من عسر القراءة Dyslexia من مواصلة التميز والابتكار، فافتتحت شركة ألعاب تكنولوجية في لوسأنجلوس، كما ستطلق في شهر أغسطس موقع تسوق إلكتروني مختلف عن المعهود. وتقول إنأحد أسباب نجاحها في مختلف أعمالها هو حرصها على تعيين موظفين أفضل منها كي تكتسبمنهم المعرفة وتتعلم من تجاربهم.










العمل الحكومي


لم تجد سارة نخليها بعد في قطاع الأعمال ولكنهاشغوفة في كل ما تفعله، وتقول لنفسها دائماً إن الفشل علمها الكثير، ولكنها وجدت نفسهافي مكان آخر وهو العمل الحكومي. هناك اكتشفت جزءاً من شخصيتها لم تعرف مسبقاً أنهموجود، وهو كيف يستخدم الإنسان سلطة معينة ويجيرها لمصلحة بلاده وتطوير ما حوله.تقول في هذا الصدد: «أعضاء مجلس الإدارة 19 بينهم سيدتان، وأنا الأصغر ولم أعامليوماً على أنني الأصغر، فالاحترام متبادل. ودورنا يقضي بتعزيز وتطوير المنطقةوالتجارة فيها، بناء وتمويل المشاريع من دون أي مصلحة شخصية. إنه منصب فخري، نعطيدولتنا ونعمل بجهد ونجتمع أسبوعياً ونعقد اجتماعات ونحضر مناسبات وإلى ما هنالك».

 

«البزنس»الخاص

 

تفتخر سارة بأي إنجاز تحققه المرأة الإماراتية،وتعتز بالعديد من السيدات المميزات، وتستطرد قائلة: «بالنسبة إلى المرأة الإماراتية لم تكن ضعيفة تنتظر المساعدة بل كانتقوية تنتظر الفرصة والآن حانت تلك الفرصة».

 تتحدثسارة بطلاقة قل نظيرها على الملأ، وتتطرق لمواضيع شتى تطلب إليها، فتنقل تجاربهاالمتنوعة والمثمرة إلى الآخرين.

تعتبر بفضل شخصيتها وخبراتها مثالاً حياً يثبتللمرأة الإماراتية أن لا شيء مستحيلاً. وتقول هنا: «عندما ينجح الإنسان يعيش نجاحهوحده، أما أنا فالنجاح بالنسبة إلى له معنيان، ماذا فعلت لنفسك ؟ وماذا فعلتلغيرك؟ أي نجاحي هو أيضا نجاح من حولي. في وقت فراغي ألقن وأساعد طلاب الجامعاتعلى تكوين وبدء (البيزنس) الخاص بهم».

 

خيال مخرجة

خيالها خصب ورؤيتها في الإخراج والتصميم متشعبة. تأثرتبجايمس كاميرون ونادين لبكي، وهي المتخصصة في العباءات،صممت فدستاً وفق الطلب للفنانة العالمية مادونا عندما أتت إلى أبوظبي منذ قرابةالخمس سنوات. وعن ذلك تكشف: «تعرف تصاميمي بالجلد ومادونا تحب الجلد، فطلبت مني الوكالةالتي تهتم بأعمالها أن أصمم لها فستاناً وهكذا كان».

تعكس تصاميم سارة المدني شخصيتها وتخاطب من خلالهاالمرأة الجريئة، القوية، الواثقة، والملهمة. وعن خطها الإبداعي تضيف: «أحرص على أنتشعر المرأة الإماراتية بأنها جزء من عالم الموضةالعالمي وصيحاتها من خلال عباءتها التقليدية العادية  المحتشمة».

مثلها الأعلى في تصميم الأزياء الراحل «ألكسندر ماكوين»، وإيلي صعب لأنه يفهم المرأة، ورامي قاضي الذي يلهمها. وتعتبر الممثلةالهوليوودية «بلايك لايفلي» أيقونتها في الموضة، لأنها تنتقى أزياءها بنفسها ولا تستعين بمنسق أزياء.


زهرة الخليج 50- 51- 52-53