الموضوع [ 2539]

مبادرة قائد عظيم - التربية الاخلاقية

القيم الاخلاقية معيار مهم في العلاقات الإنسانية بل هي أساس حياة الإنسان على وجه الأرض في كل زمان ومكان



الأخلاق سنة كونية منذ بدء الخليقة، فهي معيار مهم في العلاقات الإنسانية بل هي أساس حياة الإنسان على وجه الأرض في كل زمان ومكان، وكلما تحققت بواعث الأخلاق ارتقت النفوس وسمت وارتفعت ، وفي محيط الحياة بوجه عام نوقر أصحاب الأخلاق الرفيعة ونقدرهم ونجلهم وننظر إليهم بإكبار وحفاوة، وكلما أراد أن يحقق المرء أمانيه في ذريته يفكر أولاً في أن يغرس فيهم القيم الأخلاقية، ويدربهم على التقاليد والأعراف المجتمعية، ويحفزهم نحو احترام الآخرين من الأكبر سناً إلى الأصغر، وتتوالى الدروس والعظات في هذه السن الصغيرة لتصبح منهج حياة فيهم تتوارث وتتوالي عبر الأجيال .

فالتربية الأخلاقية هي مجموعة المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الإنسان، ويكتسبها ويعتاد عليها منذ تمييزه وتعقله إلي أن يصبح مكلفا إلى أن يتدرج شابا إلى أن يخوض خضم الحياة. ومما لا شك فيه أن الفضائل الخلقية والسلوكية والوجدانية هي ثمرة الإيمان الراسخ والتنشئة الدينية الصحيحة.

والأخلاق هي المؤشِّر على استمرار أمَّة ما أو انهيارها؛ فالأمة التي تنهار أخلاقُها يوشك أن ينهارَ كيانُها، كما قال أحمد شوقي رحمه الله تعالى:

وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا

فكيف بمبادرة «التربية الأخلاقية» لدعم المناهج الدراسية والتي أطلقها ديوان ولي عهد أبوظبي بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ، حيث تعد أكبر مبادرة جاءت بالتوقيت المناسب لتغرس في صميم الجيل الحالي والقادم الذي هو نبراس هذه الأمة وأملها في في بناء المستقبل ، وهذا ما أكده سموه عند إطلاق المبادرة «القيم الفاضلة أساس راسخ في بناء الأمم ونهضتها ورقي الشعوب وتطورها، وأنه مهما بلغت الدول من تقدم علمي، فإن ديمومة بقائها مرهون بمدى محافظتها على قيمها النبيلة. وأن العلم في جوهره تجسيد وإعلاء للقيم الحضارية والأخلاق الإنسانية». وأضاف سموه أن دولة الامارات تريد أن تصنع طالبا شاملا متكاملا يساهم في انتقال بلاده من الاقتصاد الحالي الى اقتصاد معرفي ناجح وبيئة امنة و هذا الهدف الأساسي من تدريس مادة التربية الأخلاقية  .

كلمات يسجلها التاريخ بماء الذهب حكما في الحياة تتوارث عبر الأجيال ، إنها أمنية كل إماراتي  تربى في عهد زايد ونهل من عطاءه وخصاله التي لو وزعت على الكرة الأرضية لفاضت من أطرافها  والقاسم مشترك ماورثه الإبن من الأب  فكانت لؤلؤة القيم والأخلاق بلورة في إطار منهجي لأوجه العلوم المختلفة من أجل أن تظل أخلاق الإماراتي عنوان للوطن سفراء للعالم .

والمدرسة هي المحضن الثاني لتطبيق مبادرة التربية الأخلاقية إذ تتحمل مسؤوليات تربوية وتعليمية لتعزيز القيم الدينية والأخلاق النبيلة وتنمية المهارات والقدرات الفكرية والبدنية وفق ما تتطلبه هذه المرحلة من عوامل لرعاية السلوك ،وعليها الدور الكبير في صياغة الفكر وتنمية القدرات وتوجيهها لمعترك الحياة لدى الناشئة تكاملاً مع الدور الأسري ولاسيما في الجوانب السلوكية وفق الأسس التربوية لرعاية السلوك الإنمائي ، والسلوك الوقائي والسلوك العلاجي ، عن طريق الارتقاء بالسلوكيات الحسنة وتعهدها بالتشجيع والرعاية على نحو يضمن انتشارها ونماءها بحيث تصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية الطالب . و تقديم الرعاية العلاجية للطلاب ذوي المشكلات السلوكية وتنظيم البرامج العلاجية والإرشادية لمساعدتهم في التغلب على السلوكيات غير المرغوبة والحد من أثرها فيهم وإحلال البدائل الحسنة محلها و تعميق روح التواصل والاحترام المتبادل وحسن التعامل بين المعلمين وطلابهم وتشجيع أساليب الحوار الهادف والتشاور البناء و تنظيم المنافسات بين الطلاب في إبراز السلوك الحسن في التعامل والقدوة في الخير وتقدير دور العلم والمعلمين واحترام وجهات النظر  .

علينا أن نكون على مستوى تحمل المسؤولية المشتركة المسنده لنا من قادتنا وأن نفخر ونعتز بالدور والأثر في وضع بصمة و رسم خريطة لمستقبل الأجيال القادمة كي لا يتعثروا  وينصهروا في ثقافات بعيدة عن ديننا وأخلاقنا .