معرض الأسر المنتجة «بطاقة تعارف» بين الزائر والتراث الإماراتي
الاتحاد النسائي ودره في تعزيز منتوجات الأسر المنتجة وفتحه مجالات المشاركة على مجال اوسع .24 مايو 2011 - جريدة الاتحاد

المعرض يستقبل زواره بحفاوه في مطار أبوظبي الدولي (تصوير مصطفى رضا)
يفوح المكان عطرا، تتصاعد الأدخنة فتمسح تعب المسافر وتغير مزاجه
ليشعر أنه بالإمارات قبل أن يفرج عن أغراضه، وقبل أن تطأ قدماه الشارع العام
ودخوله الأسواق، وبالقهوة والتمر يُستقبل، نظرة جديدة تدخل ضمن خطة شركة أبوظبي
للمطارات في إطار تعاونها مع جهات حكومية وخاصة، لوضع لمسة خاصة بمطار أبوظبي
الدولي تهدف إلى جعله مكانا متميزا مختلفا عن باقي مطارات العالم،
يتزين المكان بأكشاك تضم منتوجات الأسر الوطنية المنتجة التابع
للاتحاد النسائي، عند باب “القادمون” على شكل معرض سيدوم شهرين من يوم افتتاحه،
أما معرض الأسر الوطنية المنتجة التابعة للاتحاد النسائي العام فقد افتتح تحت
عنوان “بيدي أسد احتياجاتي” في مطار أبوظبي الدولي لعرض المنتجات اليدوية
والتراثية الإماراتية للتعرف علي مشغولات المرأة الإماراتية ومنتجاتها عالميا. ويدخل
ضمن إطار إيجاد منافذ بيع جديدة، وستتبلور عن هذه الخطوة خطوات قادمة منها إقامة
معرض دائم للأسر الوطنية المنتجة بمنطقة السوق الحر أو بمنطقة تغيير الرحلات.
يقول أحمد الهدابي نائب أول الرئيس التنفيذي لعمليات المطارات بشركة
أبوظبي للمطارات، إنه أول معرض يقام بمطار أبوظبي الدولي بالتنسيق مع الاتحاد النسائي
العام، من منطلق يتماشى مع رؤية أبوظبي 2030، وتوجيهات جائزة أبوظبي للتميز،
بالإضافة لذلك فإن هذا العمل يخدم واجهة أبوظبي السياحية، والمطار هو الوجهة
الأكثر استقبالا لزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو البوابة المفتوحة إذ استقبل
مطار أبوظبي الدولي سنة 2010 ما يفوق 11 مليون مسافر، ويعد بذلك المكان الأمثل
لعرض هذه المشغولات اليدوية والتراثية الإماراتية ليعرف بما تقوم به المرأة
الإماراتية من إنتاج، كما يهدف المعرض التعريف بالثقافة والتراث الإماراتي، ومن
جهة أخرى فهو دعم للأسر الوطنية المنتجة.
ويشير الهدابي إلى أن هناك أهدافا أخرى من إقامة مثل هذه الفعاليات،
منها التركيز على مسؤوليتها الاجتماعية، فنحن دائما نبحث عن سبل التعاون مع جهات
حكومية لدعم الاتجاهات الإنسانية والاجتماعية، وهكذا نقيم أنشطة وفعاليات تدعم
الفعل الاجتماعي، ويؤكد الهدابي أنهم جزء من المجتمع، موضحاً: نحاول تقديم الدعم
في أكثر من مجال، ولعدة جهات.
أهم مشروع
من جانبها تقول منى السويدي مسؤولة الأسر الوطنية المنتجة في الاتحاد النسائي العام عن هذا المعرض: يعد مشروع الأسر الوطنية المنتجة من أهم المشاريع والبرامج التنموية التي تبناها الاتحاد النسائي العام بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، منذ العام 1995، واستطاع أن يسهم في تأهيل الأسر المنتجة بالشكل المطلوب لتحسين أوضاعها الاقتصادية، ويأتي هذا المعرض في إطار سعي الاتحاد النسائي العام لإيجاد منافذ تسويقية جديدة للأسر الوطنية المنتجة بالتنسيق مع شركة أبوظبي للمطارات من أجل إقامة مكان خاص ودائم للأسر المنتجة لعرض منتجاتها بالمطار خلال الفترة القادمة، وتتنوع منتجات الأسرة المشاركة بين المشغولات اليدوية الحرفية والتراثية واللوحات الفنية والعطور ومواد التجميل المصنعة في المنزل، إضافة إلى المنتجات الحرفية التي تعكس إبداعات المرأة الإماراتية.
معرض دائم
وتقول ميثاء محمد الكثيري ضابط أول معايير جودة بشركة أبوظبي للمطارات،
إن الشركة تدعم كل الأفكار المتميزة التي تهدف إلى خلق حراك وحيوية داخل المطار،
كما أن عملنا هذا يدخل ضمن أهداف جائزة التميز، التي تشجع على إبداع الأفكار
وتنفيذها، ويندرج إقامة هذا المعرض ضمن أحد فروع الجائزة، ومن جهة أخرى فإن شركة
أبوظبي للمطارات ترغب في دعم الأسر الوطنية المنتجة التابع للاتحاد النسائي العام.
وتشير الكثيري إلى أن المطار وجهة مفتوحة تستقبل يوميا آلاف الزوار ما يجعل الفرصة
سانحة للتعريف بما تقوم به المرأة الإماراتية من منتوجات تعتمد على مهارات يدوية، وتضيف:
قبل أن يخرج المسافر من باحة المطار سيتعرف من خلال هذا المعرض على تراث الإمارات،
ويكوّن فكرة عما تقوم به نساؤها من أعمال ترتبط بمخزون تراثي.
وتواصل الكثيري: لتنفيذ هذا المشروع استغرق العمل فيه أكثر من شهرين،
بحيث تم التواصل مع الاتحاد النسائي العام، الذي رحب كثيرا بالفكرة، كما قدمت شركة
أبوظبي للمطارات تسهيلات لتوفير المكان المناسب بالمجان، لفتح فرصة لدعم هذه
الأسر، وسيظل المعرض الذي يضم 4 أكشاك للصناعات اليدوية من بخور وعطور وتمور وقهوة
وملابس تراثية وغيرها، لمدة شهرين كاملين، أما الخطوة القادمة ستقيم شركة أبوظبي
للمطارات معرضا دائما يخص الأسر الوطنية المنتجة بمناطق تحويل الرحلات لإتاحة فرصة
أكبر أمامهم للتعرف على منتجاتهم من طرف من يمرون من خلال مطار أبوظبي وليست لهم
فرصة للتسوق من خارجها، وهكذا سيتعرفون على البلد من خلال بعض منتجاته المحلية.
وفيما يخص تقييمها لنجاح المعرض خلال الفترة التي تم فيها الافتتاح
وإلى اليوم، تقول الكثيري: المسافرون يسألون عن مناسبة المعرض، ومنهم من يتفاجأ
لكونها خطوة مختلفة عن باقي المطارات، وسنقيّم فيما بعد حصيلة المعرض، وهناك أيضا مشاريع
أخرى قيد الدراسة، تجعل مطار أبوظبي ينفتح على المجتمع أكثر، وسبق وأن قمنا عدة
فعاليات كالتصويت لجزيرة بوطينة، واحتفالات المناسبات الوطنية، وفعاليات مرتبطة
بالأحداث الكبرى التي تعرفها أبوظبي، كحدث الفورمولا 1، إذ نحاول عكس ما تزخر به
الإمارة من أحداث للزائر قبل أن يغادر المطار حتى يشعر أنه في أبوظبي قبل أن
يغادر، كما أن هذا يعطيه خصوصية كبيرة، تجعله يختلف عن باقي المطارات، وهذا يدخل
ضمن تجويد خدمات شركة أبوظبي للمطارات وتميزها.
عطور ودخون
ينتشر عبق البخور في المكان، يهب الزائر القادم من بلاد بعيدة ليمسح تعب رحلة طويلة، ويمر بالمكان فيسأل عن المنتج، يقتني بعضه ويغادر، وقد يغادر دون ذلك، لكن يتزود بفكرة مسهبة من خلال الشرح بالتفصيل عن طريقة صنعه وتميزه عن باقي العطور العالمية. في هذا الصدد تقول شما الهلالي، التي تنتمي للأسر الوطنية المنتجة لمدة أكثر من أربع سنوات: حصلت على شهادة عليا في علوم الأسرة، واستعصى عليّ الحصول على عمل، وكنت على تواصل مع الاتحاد النسائي العام الذي رحب بانضمامي إلى الأسر الوطنية المنتجة، أعجبهم عملي في إطار العطور التي أقوم بتخميرها لمدة سنوات تحت الأرض، فوجدوا تميزا كبيرا في عملي. وتشير شما إلى أن هوايتها في صناعة العطور بدأت في الجامعة، إلى ذلك تضيف: كنت أجهز بعض الخلطات لأتعطر بها، وكانت تسألني الطالبات عن سر هذا العطر أو ذاك، سعدت بإعجابهن وبدأت تزويدهن بالمجان بما أتوفر عليه من خلطات، وبالتدريج بدأت أشتهر في الحرم الجامعي، وبعدها بدأت أبيع، ثم بدأت تصنيع كميات أكبر من خلال معمل صغير في البيت، وتشير الهلالي أن أهم خلطاتها والتي تعجب زبائنها بشكل كبير تلك التي تعمل على دفنها في قنينات من الزجاج وتلفها بأقمشة مبللة مرتين ثم تلفها مرة أخرى في قماش من نوع الخيش، تحت التراب لما يقارب السنة، وكلما ظل المخلوط تحت الرمل، كلما كان عطره فواحا، كما تتميز أيضا بصنعها لمخمريات الشعر التي تصنعها بطريقة محببة لبنات الجامعات بعد أن أحجمن عن استعمالها وعرفت إقبالا كبيرا، بالإضافة لخلطات أخرى تحمل توقيع الهلالي.
ملابس تراثية
تتقدم بالشرح وتستقبل الزوار بالترحيب، تفخر بما تقدمه للزوار من ملابس تراثية، إنها آمنة الرميثي التي تنتمي للأسر الوطنية المنتجة التابع للاتحاد النسائي العام، والتي تقول إن خيوط التلي التي يتم تصنيعها في بيتها، توضع على الأقمشة القديمة مثل “أبوقلم” “أبوطيرة” “مزري” و”منقد” وغيره من الأقمشة.. بحيث تعرض مجموعة من الملابس الجاهزة المزينة بالتلي، والملابس التراثية القديمة التي لا غنى عنها في تجهيز العروس الإماراتية، كما تحتفظ الرميثي بآلة صنع التلي في كشكها ولا تتأخر في تفسير ما تقوم به لزوار المعرض.
كرم ضيافة
على الطريقة الإماراتية تستقبل زوار أبوظبي من خلال مطاره الدولي،
تقدم القهوة والتمور، هي أم محمد التي تمارس مهنتها من خلال الأسر الوطنية المنتجة
لمدة فاقت 7 سنوات تقدم التمور الممزوجة ببعض المكونات كالعسل والمكسرات، وفي مجال
القهوة أيضا اختارت أن تبقى خلطتها وطريقة تبخيرها سرية، وتقول في هذا الصدد: قضيت
العديد من الشهور أبحث لأطور منتجي من التمور والقهوة وهما مكونان مهمان عندنا في
الخليج، أما عن التمر فإنني مزجته بالمكسرات والعسل والسمسم والفستق، بالنسبة
للقهوة فإن نصف كيلو أعمل على تجهيزه ما يقارب نصف ساعة على البخار، وبعد ذلك أقوم
بتحميصه على النار، وذلك ليحتفظ بنكهة طبيعية ورائحة نفاذة، بالإضافة لذلك فإنها
تحتفظ بمكوناتها وتحتفظ أيضا برائحتها ولونها الأشقر.
تعريف
تقول مريم البلوشي، مشرفة على مجموعة الأسر الوطنية المنتجة العارضة
في مطار أبوظبي: إنها فكرة جديدة في ظل البحث عن منافذ متعددة لتسويق منتجات
الأسر، كما أنها تعرف بالمشغولات التراثية وما تقوم به المرأة الإماراتية، وهذه
فكرة جديدة وطرحت أول مرة، والمكان مناسب جدا كون المطار يستقبل آلاف الزوار
يوميا، أما عن مكان تواجد المعرض فإنها اعتبرت ذلك تجربة أولى ستتغير مستقبلا،
بحيث سيقام المعرض في مكان تغيير الرحلات وهذا سيعطي دعما أكبر للمعرض، وسيتيح
لأعداد كبيرة التعرف على منتوجات الأسر الوطنية المنتجة.
قبل المغادرة
تجولت نظراته بين المعروض، قلّبه بين يديه، طاف بين الأكشاك وتساءل عن
مناسبة العرض، فقيل له إنه معرض الأسر الوطنية المنتجة التابع للاتحاد النسائي العام
الذي سيدوم شهرين في المطار في بوابة “القادمون”، تناول القهوة والتمر من يد إحدى
العارضات على عادة الترحيب وكرم الضيافة التي يعرف بها أهل الإمارات، وقال محمد
شامان آل مغيرة رجل أعمال سعودي: فعلا فكرة مميزة، لكن أتمنى شخصيا أن أجد هذا
المعرض في مكان المغادرة لأتمكن من شراء بعض المشغولات كتذكارات قبل المغادرة، حيث
يرغب أي زائر في الاحتفاظ ببعض المشغولات اليدوية من البلد الذي زاره.
المصدر: أبوظبي