«الوطن يستاهل» ..شعار رفعته فتيات الخدمة الوطنية
فتيات الوطن والخدمة العسكرية
مدرسة خولة بنت الأزور تستقبل الدفعة الأولى
«الوطن يستاهل» ..شعار رفعته فتيات الخدمة الوطنية
منى الحمودي (أبوظبي)
أنهت الدفعة الأولى من شابات الوطن أمس إجراءات التسجيل الأخيرة في الخدمة الوطنية، ليدخلن الحياة العسكرية.
وأكد عدد من فتيات الوطن في تصريحات لـ«الاتحاد» أن التحاقهن بالدفعة
الأولى من الخدمة الوطنية شرف لهن وفخر، وأنهن مستعدات لرد الدين للوطن
وقيادته الحكيمة بكل حماس ورغبة شديدة في أن يكنّ من حماة الوطن المخلصين.
واستقبلت مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية الخاصة بتدريب الإناث صباح أمس
الدفعة الأولى من مُلتحقات الخدمة الوطنية وأولياء أمورهن. وأجمعت أغلب
الملتحقات على أن وجود المرأة في السلك العسكري يزيد من إنجاز الدولة
ويجعلها تفخر ببناتها، كما أن العسكرية تطور من قدراتهن وتزيدهن صلابة وقوة
في مواجهة جميع المحن.
وتم في بداية الاستقبال عمل إجراءات روتينية منها تسجيل البيانات، والتأكد
من البيانات الأساسية، والتأكد من الحالة الصحية للملتحقة بشكل تام، حتى
يتسنى لها بدء الحياة العسكرية. وتتم عملية تدريب الفتيات، في معسكر مدرسة
خولة بنت الأزور العسكرية في أبوظبي، مع توفر مدربات ومشرفات وطاقم عمل
كامل من الإناث، ويتوجب على الملتحقات السكن في المعسكر في فترة التدريب
وانقضاء فترة الحجز المحددة بأسبوعين للإناث، علما بأن التحاق الإناث
اختيارياً وبموافقة ولي الأمر، ويتطلب بلوغهن 18 عاماً، وعدم تجاوز سن
الثلاثين عاماً، وتتوزع برامج الخدمة الوطنية للإناث على تدريبات اللياقة
البدنية، وتلقي العلوم العسكرية والتدريبات.
أولياء أمور
وعبرت خصيبة صقر فرحان والدة إحدى الملتحقات بالخدمة الوطنية عن سعادتها بالتحاق ابنتها بالخدمة الوطنية، قائلة «إن التحاق الإناث بالخدمة الوطنية ينحدر من أهمية خدمة ابنة الإمارات لبلدها، وأن ترفع رأس والديها، وتجعل نفسها نموذجاً تفتخر الدولة بوجوده»، مضيفة: «الوطن أعطى الكثير، ويستاهل رد الدين له».وأوضحت أن ابنتها رحمة عثمان انتهت من مرحلة الثانوية في هذا العام من القسم العلمي، وطموحها منذ الطفولة هو خدمة الوطن، وارتداء الملابس العسكرية، حيث إنها منذ الصغر كانت ترتدي ملابس والدها العسكرية، وعندما كان ينهرها، كانت ترد قائلة «سوف تكون لي ملابسي العسكرية الخاصة عندما أكبر»، وبذلك تعتبر الوالدة خصيبة أن ارتداء ابنتها للملابس العسكرية هو أحد أحلامها، التي سوف تتحقق من خلال الخدمة الوطنية.
أما محمد عبدالله البلوشي ولي امر إحدى الملتحقات فبين أن ابنته لديها ميول فنية لمحركات الطائرات والأسلحة وغيرهما من أمور الميكانيك، لذلك التحقت بالخدمة الوطنية حتى تتكون لديها فكرة شاملة عن الحياة العسكرية واستخدام الأسلحة وأنواعها، كما أن خدمة الوطن واجبة على كل ذكر وانثى، والالتحاق بالعسكرية شرف لكل أب وأم.
وأضاف قائلاً : «إن حياة العسكرية من شأنها أن تجعل ابنتي تتعود على القوة والصبر والتحمل».
وذكر البلوشي أن ابنته الملتحقة بالخدمة هي الوحيدة الأنثى بين أخوتها الذكور وقررت الالتحاق بالخدمة الوطنية، فشجعها وحفزها على التسجيل في الخدمة الوطنية كونه عسكرياً سابقاً، مع تمنياته لها بمستقبل باهر.
وذكرت ثرية عاشور حبيب والدة المُلتحقة سكينة حسن أن ابنتها تدرس في إحدى الجامعات، وفي نفس الوقت كانت تنتظر أقرب فرصة للتجنيد، وعند الإعلان عن الخدمة الوطنية اعتبرتها فرصة عظيمة لها، تستطيع من خلالها تحقيق ميولها، ورسم شخصيتها.
وأشارت إلى أنها بطبيعة الحال في بداية الأمر كانت رافضة لالتحاق ابنتها بالخدمة الوطنية خوفاً عليها، كما أنه لا توجد أي فكرة لديهم حول تجنيد الإناث، وأن الموافقة تمت بعد إصرار من ابنتها، والتي تدرس تخصص تربية، لكنها فضلت العسكرية على الدراسة.
وأضافت أن مدة الخدمة الوطنية تمتد لـ 9 أشهر وهي فترة كافية للتجربة والتعلم واكتساب المهارات، ويكفي أن تكون الخدمة الوطنية باسم الوطن وأن تكون لخدمة الوطن، وهو طموح ابنتها، قائلة: «أنا فخورة بانضمام ابنتي للخدمة الوطنية، وجميع أشقائها فرحون بذلك، وما يزيدني فخراً هو أن ابنتي سوف تكون من خريجي الدفعة الأولى للخدمة الوطنية».
ولتجربة زوجته في العسكرية لم يعارض عبدالله اليماحي التحاق ابنته بالخدمة الوطنية، موضحاً أن ابنته خريجة حديثة من مرحلة الثانوية العامة، وقامت بالتسجيل في الخدمة الوطنية مع مجموعة من صديقاتها، ووسط تشجيع من الأهل والأقارب، وأن الخدمة الوطنية هي بداية لها للانخراط في الخدمة العسكرية.
وقال: «إن الخدمة الوطنية ليست إجبارية على الإناث، لكن الانضمام لها هو فخر لكل أب، وفخر للوطن، وهو وقت لرد الدين للوطن وقادته».
ورأى أن انضمام ابنته للعسكرية سوف يكون دافعاً كبيراً لها في المستقبل، كما أن شخصيتها سوف تتغير للأفضل، وسوف تصبح أكثر قوة والتزاماً وانضباطاً».
وقال حسن حسين علي ولي أمر إحدى الملتحقات: «إن هذا الزمن يتطلب أن تكون الفتاة قوية وشجاعة، والخدمة الوطنية خير فرصة لتحقيق ذلك، وأنا سعيد كون ابنتي إحدى الملتحقات بالخدمة».
وأضاف: «لم أتردد بتسجيل ابنتي في الخدمة الوطنية لتلبي نداء الوطن، وسوف أعمل جاهداً على تشجيعها بإنهاء المدة التدريبية كاملةً، وبعد الخدمة سوف أترك لها الخيار في اختيار ما يناسب شخصيتها وميولها.» وأوضح أن حب الوطن وقادته مغروس في نفس كل مواطن في الدولة، وأن التحاق ابنته في الخدمة الوطنية لم يكن تحت أي ضغط أو إقناع، فقد تم برغبتها الشخصية، وإحساسها بمسؤولية خدمة الوطن، واقتناع داخلي منها بأن تكون ابنة بارة للوطن، ويفخر بها.
وحضرت الوالدة خصيبة محمد علي من مدينة دبا الحصن ومعها ابنتها وابنة خالتها، وتبلغ ابنتها 28 عاماً، حيث أوضحت أن الإعلان التليفزيوني للخدمة الوطنية خلق جواً من الحماس للالتحاق بالخدمة الوطنية، وقالت: «من أجل الوطن كل شيء يهون، والحياة العسكرية قوة وفخر للجميع».
وأوضحت أن ابنتها كانت تريد الالتحاق بالخدمة الوطنية منذ فترة طويلة لكن لم تتسنَ لها الفرصة لذلك، والخدمة الوطنية أتت في وقتها، وعلى الجميع تلبية نداء الوطن، فقد قدم الكثير، ولم يبخل عليها بخيراته، ولن يستطيع أحد حماية الوطن سوى أبنائه الذكور والإناث.
مُلتحقات الخدمة الوطنية
وقالت الملتحقة بشاير سيف آل علي، موظفة في بنك، تبلغ من العمر، 24 عاماً، «إنها التحقت بالخدمة الوطنية بناءً على رغبتها الشخصية وسط وجود معارضات في بداية الأمر من الأهل، ولكن بعد إصراري على الانضمام تمت موافقتهم، متابعة أن إعلانات الخدمة الوطنية في وسائل الإعلام المختلفة هو ما شجعني على التسجيل في الخدمة الوطنية، واتخذت قرار الانضمام إليها مع صديقتي، بعد أن أخذت الموافقة من جهة عملي».وأضافت: «أن التدريبات التي سوف أتلقاها من شأنها أن تغير حياتي للأفضل، فحياة العسكرية مختلفة تماماً عن الحياة اليومية التي نعيشها».
أما كلثم جميل آل علي (موظفة- 24 عاماً)، فقالت إنه منذ بداية تخرجها في مرحلة الثانوية العامة كانت تريد الانضمام للسلك العسكري، لكن لظروف معينة مثل الوزن والطول لم تستطع الالتحاق بالعمل العسكري، وأتت الخدمة الوطنية فرصة عظيمة لها للالتحاق بالعسكرية.
وتتوقع كلثم أنها ستكتسب مهارات شخصية ووظيفية من التدريبات التي سوف تتلقاها في مدة الخدمة الوطنية، منها القوة وتحمل المسؤولية والصبر، موضحة أن شقيقتها الكبرى هي من شجعها على التسجيل في الخدمة الوطنية، وعبرت آل علي عن ارتياحها من سرعة الإجراءات في وقت التسجيل في المراكز الخارجية وفي داخل المعسكر، حيث إن الإجراءات كانت سريعة وسلسة وخالية من أي تعقيد.
وعبرت سكينة حسن (20 عاماً)، عن حماسها وتخوفها بنفس الوقت من أداء الخدمة الوطنية، وترى أنها تجربة سوف تحمل الكثير من الجهد والتعب، ولكن بنفس الوقت تعتبرها تجربة يجب الاستفادة منها والتعلم، كما أن المهارات التي سوف تكتسبها من مسك للسلاح والتدريبات العسكرية، والمهارات الشخصية جميعها تصب في مصلحة الوطن، وتجعلها تخدم الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، قائلة «الوطن يستاهل».
وأضافت أن الإعلام المرئي والمسموع والمقروء كان له دور كبير في إيصال المعلومات الكافية حول الخدمة الوطنية، ومراكز التسجيل، ومدة الخدمة وغيرها من الأمور التي تحتاج الراغبة في التسجيل وأهلها العلم بها، حتى يكون هنالك تشجيع أكبر لضم عدد أكبر من الإناث للخدمة.